أخبر كبير المسؤولين التنفيذيين المشرفين على المساعد الصوتي "سيري" في شركة أبل الموظفين بأن التأخيرات ف بعض الميزات الرئيسية لسيري كانت سيئة ومحرجة.
وقال روبي ووكر، الذي يشغل منصب مدير أول في "أبل"، إن قرار الترويج لميزات سيري الذكية قبل أن تكون جاهزة جعل الأمور أسوأ.
جاءت ووكر تعليقات الصارخة أثناء اجتماع للقسم المسؤول عن "سيري" في شركة أبل، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
وقال ووكر إن الفريق يمر بفترة صعبة، مضيفًا أنه لا يتضح بعد متى ستُطرح التحسينات فعليًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
تُظهر المناقشة الصريحة حجم الأزمة التي تمر بها "أبل" في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تكافح الشركة من أجل اللحاق بمنافسيها.
وأصبح "سيري"، الذي يُعد أقل تقدمًا من الأنظمة المنافسة، رمزًا لتحديات "أبل" في مجال الذكاء الاصطناعي. وتفاقمت مشكلات الشركة الأسبوع الماضي عندما اعترفت علنًا بتأجيل الميزات الحيوية لسيري التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى أجل غير مسمى.
وخلال الاجتماع، أشار ووكر إلى أن الموظفين في فريقه قد يشعرون والإحباط والإرهاق والحرج بعد تأجيل الميزات.
وكانت "أبل" تسابق الزمن لجعل ميزات "سيري" جاهزة هذا الربيع، ولكن الآن لا يُتوقع أن تُطرح الميزات قبل العام المقبل على الأقل، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
تأخير متكرر
في 14 فبراير، ذكرت "بلومبرغ" أن "أبل" كانت تعاني من مشكلات هندسية في ميزات الذكاء الاصطناعي المخطط لها لسيري. وآنذاك، قررت الشركة تأجيل الإصدار من أبريل إلى مايو، بهدف تضمين الميزات في إصدار "iOS 18.5" من نظام تشغيل آيفون.
والآن، تتطلع الشركة لإضافتها كتحديث في دورة إصدارات "iOS 19" من نظام التشغيل في العام المقبل. وتُعتبر هذه الميزات أساسية لجعل "سيري" مساعدًا شخصيًا أكثر فعالية ونفعًا للمستخدمين.
وستسمح هذه التحديثات لسيري بالوصول إلى بيانات المستخدمين الشخصية لتحسين استجابته للاستفسارات.
كما سيتمكن "سيري"، الذي قدمته "أبل" لأول مرة في عام 2011، من التحكم بشكل أكثر دقة في التطبيقات وتحليل المحتوى المعروض على شاشة المستخدم.
خطة "سيئة"
عندما روجت "أبل" لهذه الميزات في يونيو الماضي أثناء "مؤتمر أبل العالمي للمطورين"، باستخدام فيديو، كان لديها نموذج أولي بالكاد يعمل.
وأخبر ووكر الموظفين في الاجتماع أن التأخيرات كانت "سيئة" بشكل خاص لأن "أبل" قد كشفت بالفعل علنًا عن الميزات. وقال: "لم تكن هذه واحدة من هذه المواقف التي نعرض فيها للناس خطتنا بعد إتمامها... لقد عرضنا (الميزات) للناس قبل (الانتهاء منها)".
وقال ووكر: "لجعل الأمور أسوأ"، أرادت إدارة الاتصالات التسويقية في "أبل" الترويج لتحديثات "سيري". ورغم أنها لم تكن جاهزة، تم تضمين القدرات الجديدة في سلسلة من الحملات التسويقية والإعلانات التلفزيونية بدءًا من العام الماضي.
وروجت "أبل" لهذه الميزات كميزة رئيسية لبيع هواتف سلسلة "آيفون 16"، التي لم تتضمن تغييرات كبيرة بخلاف ذلك. وهي جزء من توجه أوسع نطاقًا من "أبل" نحو الذكاء الاصطناعي أطلقت عليها الشركة ميزات "Apple Intelligence".
أزمة داخلية
قال ووكر إن هناك مسؤولية شخصية كبيرة بشأن هذا الأمر يتشاركها رئيسه جون غياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في "أبل"، بالإضافة إلى كبير مسؤولي البرمجيات كريغ فيديريغي وغيرهم من المديرين التنفيذيين.
ولا تخطط "أبل" في الوقت الحالي لفصل أي من كبار المديرين التنفيذيين على الفور بسبب أزمة "سيري"، بحسب مصادر مطلعة على الأمر.
ومع ذلك، يمكن أن يتغير هذا القرار في أي وقت. وفي كل الأحوال، تستعد الشركة لإجراء تغييرات في الإدارة.
وقد ناقشت "أبل" نقل المزيد من كبار المديرين التنفيذيين تحت إشراف غياناندريا للمساعدة في جهود التحول. وبالفعل، استعانت الشركة بالمديرة التنفيذية المخضرمة كيم فوراث -التي يُنظر إليها على أنها مُصلحة المشروعات- لمساعدة الفريق.
وقال ووكر إن قرار تأجيل الميزات تم اتخاذه بسبب مشكلات في الجودة، وإن الشركة اكتشفت أن الميزات الذكية تعمل بشكل صحيح فقط في حدود ثلثين إلى 80% من الوقت، مما يعني أنها لا تعمل مرة من كل ثلاث مرات.
وأضاف أن الفريق "يمكنه تحقيق المزيد من التقدم لرفع هذه النسب، حتى يحصل المستخدمون على شيء يمكنهم الاعتماد عليه بالفعل".