نيويورك - 18 - 11 (كونا) -- فشل مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين في اعتماد مشروع قرار يطالب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باحترام التزاماتها في (إعلان جدة) بشأن حماية المدنيين في السودان وتنفيذها بشكل كامل وذلك بعد استخدام روسيا حق النقض (فيتو).
وحصل مشروع القرار في عملية التصويت المقدم من سيراليون والمملكة المتحدة على تأييد 14 عضوا من أعضاء مجلس الأمن ال15 غير أن المجلس لم يتمكن من اعتماد القرار بسبب استخدام روسيا - أحد الأعضاء الدائمين في المجلس - للفيتو.
ويدين مشروع القرار استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع في مدينة (الفاشر) ويطالبها بالإيقاف الفوري لجميع هجماتها ضد المدنيين في (دارفور) وولايتي (الجزيرة) و(سنار) وأماكن أخرى.
كما يحث المشروع أطراف النزاع على إيقاف الأعمال العدائية وإطلاق النار على المستوى الوطني بصورة عاجلة والدخول في حوار للاتفاق على خطوات إيقاف تصعيد النزاع.
وبعد التصويت قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن إن "المدنيين السودانيين عانوا من عنف لا يمكن تصوره خلال الحرب وإن هذه المعاناة ندبة على الضمير الجماعي".
وأضاف "في وجه هذه الأهوال عملت المملكة المتحدة وسيراليون لجمع هذا المجلس معا لمعالجة هذه الأزمة والكارثة الإنسانية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية والدعوة لايقاف إطلاق النار".
وفي المقابل أوضح نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن بلاده تتفق مع جميع أعضاء المجلس على الحاجة لحل عاجل للصراع في السودان وأن الحل الوحيد لذلك هو اتفاق الجانبين المتحاربين على إيقاف إطلاق النار.
وأضاف بوليانسكي "نؤمن بأن دور مجلس الأمن يتمثل في مساعدة الطرفين على تحقيق ذلك ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل متسق ومنفتح وألا يفرض على السودانيين عبر قرار من مجلس الأمن رأي أعضائه حول كيف يجب أن يكون شكل الدولة المستقبلية".
وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية في "مشروع القرار البريطاني" تتمثل في "الفهم الخاطئ" لمن يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في السودان وأمن الحدود والسيطرة عليها ومن يجب أن يتخذ قرار دعوة قوات أجنبية إلى البلاد. (النهاية)
ع س ت / ف ا س