نيويورك - 18 - 11 (كونا) -- أكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة تسببت في دمار شامل وخسائر فادحة داعيا المجتمع الدولي للتحرك الآن من أجل "تغيير المسار الخطير الذي نسلكه".
وقال وينسلاند في إحاطته أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط إنه "بعد عام من الحرب المروعة وإراقة الدماء في الشرق الأوسط أصبحت المنطقة عند مفترق طرق قاتم".
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في غزة مع بداية فصل الشتاء "كارثي" وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع النطاق وشبه كامل للسكان وتدمير وتطهير الأراضي.
وأضاف وينسلاند أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها ولا نتوقع تحسنها".
وحول الضفة الغربية المحتلة قال المسؤول الأممي إنها "لا تزال عالقة في دوامة مدمرة من العنف واليأس" مشيرا إلى استمرار عمليات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في المنطقة (أ).
وحذر كذلك من استمرار التوسع الاستيطاني من دون هوادة بعد أن اتخذت حكومة الاحتلال الإسرائيلي العديد من الخطوات لتسريع التقدم الاستيطاني من ضمنها الدعوة للضم الرسمي للضفة الغربية في الأشهر المقبلة وإنشاء مستوطنات في غزة.
وأضاف وينسلاند على ضوء التطورات في غزة أنه بصدد أن يصدر تحذيرا عاجلا مفاده أن الإطار المؤسسي لدعم الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية على وشك الانهيار "مما يهدد بإغراق الأرض الفلسطينية المحتلة في فوضى أعظم".
ونبه منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها على الأرض في غزة والضفة الغربية المحتلة "تبعدنا أكثر فأكثر عن عملية السلام وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة في نهاية المطاف".
وشدد كذلك على أنه رغم أن الاستعدادات للتعافي وإعادة الإعمار جارية على قدم وساق فإن الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار لن تكون أكثر من مجرد "مساعدات مؤقتة" في غياب حل سياسي.
وذكر وينسلاند "إذا لم يتمكن الطرفان من إيجاد طريق للخروج من الحرب الدائمة فإن المجتمع الدولي لا بد وأن يحدد الطريق إلى الأمام" ويضع علامات واضحة لكيفية إنهاء الحرب في غزة على النحو الذي يمهد الطريق لمستقبل سياسي قابل للاستمرار.
وحدد المنسق الأممي مجموعة من المبادئ التي تحتاج إلى الحماية والاهتمام العاجلين بما فيها أن "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ولابد وأن تظل كذلك" من دون أي تقليص في مساحتها مؤأكد أنه لا ينبغي أن يكون هناك وجود عسكري طويل الأمد للاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وشدد وينسلاند أيضا على أنه ينبغي توحيد غزة والضفة الغربية سياسيا واقتصاديا وإداريا وأن تحكمهما حكومة فلسطينية يعترف بها ويدعمها الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.
وأشار المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى أن هناك حاجة إلى إطار سياسي يسمح للمجتمع الدولي بحشد الأدوات ووضع جدول زمني لإنهاء هذا الصراع على أساس مبادئ معترف بها مع القدرة على الاستفادة من نقاط القوة ونفوذ المنطقة والشركاء الدوليين مع الأطراف. (النهاية) ع س ت / ف ا س