واشنطن – 19 – 11 (كونا) -- أكدت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء أن التوصل الى اتفاق فعلي بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي في "متناول اليد" لكنه "يتطلب قرارات من الطرفين".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الذي نوه بتصريح المبعوث الرئاسي الأمريكي اموس هوكشتاين في وقت سابق من اليوم مشيرا إلى "إحراز تقدم كبير والاتفاق في متناول اليد".
وفي المقابل أوضح ميلر "أن الأمر سيتطلب قرارات من كلا الطرفين إسرائيل ولبنان للتوصل إلى اتفاق فعلي" مؤكدا "أن هذا ما سنواصل الدفع باتجاهه".
وأضاف "سنستمر في التحدث إلى الطرفين لمحاولة التوصل إلى اتفاق وسوف يستمر التركيز على محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي لأن ذلك أمرا بالغ الأهمية لإعادة الناس إلى ديارهم على جانبي الخط الأزرق".
وأشار إلى أنه "نظرا لأننا لا نزال نتفاوض على هذا الحل (الدبلوماسي) المحتمل نريد أن نرى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 حتى يتمكن المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون من العودة إلى ديارهم".
وفي اجابة على سؤال حول السبب الذي جعل هوكشتاين يعبر عن تفاؤل أكبر في قرب التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار في لبنان قال ميلر "لأننا في محادثات مع الأطراف ويمكننا أن نرى أننا تغلبنا على بعض العقبات التي تحول دون التوصل إلى حل".
وفي الوقت ذاته لفت الى أن "هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به فنحن بحاجة إلى اتفاق بين الأطراف ونعمل على إنجاز ذلك ونريد أن ننجز ذلك في أقرب وقت ممكن لكن لا نستطيع تحديد جدول زمني لانجاز الاتفاق".
وفي سياق آخر أفاد ميلر بأنه سيتم في أوائل الشهر القادم عقد الاجتماع الاول بين مسؤولين في الخارجية الامريكية و"كبار المسؤولين" في حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضمن القناة المخصصة لمناقشة الاضرار المدنية في قطاع غزة.
وذكر ميلر أن "هذا الاجتماع الأول لهذه القناة الجديدة" التي نصت على انشائها الرسالة التي بعث بها وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن في منتصف اكتوبر الماضي الى نظيريهما في حكومة الاحتلال بشأن مطالب للولايات المتحدة متعلقة بإدخال المساعدات الى قطاع غزة وتخفيف الاضرار التي يلحقها العدوان الاسرائيلي بالمدنيين الفلسطينيين تحت طائة خسارة جزء من الدعم العسكري الأمريكي.
وأوضح أن "الغرض من هذه القناة هو إعلام وزارة الخارجية (الأمريكية) بالعمل الجاري الذي يتعين عليها القيام به لإجراء تقييمات حول استخدام الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة وذلك فضلا عن جمع معلوماتنا الخاصة حول ما تفعله إسرائيل".
وتابع "يتعلق الأمر بجمع المعلومات حول الحوادث التي أثيرت والتي تشكل سببا للقلق أو للتساؤل ثم نأخذ كل المعلومات التي نجمعها سواء كانت من التقارير العامة التي تقدمها وسائل الإعلام أو من المنظمات غير الحكومية أو من حكومة إسرائيل أو الحكومات الأخرى ونقوم بإدخالها في عملياتنا سواء عمليات صنع السياسات لدينا أو الأحكام التي يتعين علينا إصدارها بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي وسنواصل القيام بذلك".
وفي اجابة على سؤال بشأن ما إذا كان هناك متسعا من الوقت لاتمام عملية التقييم مع تبقي شهرين على تنصيب الادارة الأمريكية الجديدة في 20 يناير المقبل بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وهو ما يعني تولي فريق جديد وزارة الخارجية قال ميلر "إن التقييمات التي يتعين على وزارة الخارجية إجراؤها هي متطلبات قانونية غير مرتبطة بإدارة واحدة وبالتالي ستواصل وزارة الخارجية الحالية العمل على إنجاز التقييم حتى نهاية هذه الإدارة ثم ينتقل ذلك إلى الإدارة التالية".
وأضاف "من المفترض أن يستمر (التقييم) بغض النظر عن هوية الرئيس (الأمريكي)".
وأكد الموفد الرئاسي الأمريكي اموس هوكشتاين في تصريح للصحفيين بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في وقت سابق من اليوم الثلاثاء ان الاجتماع كان "بناء ومفيدا للغاية" وانه عاد للبنان لأنه "أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع وهذه هي لحظة اتخاذ القرارات وأنا في بيروت لتسهيل اتخاذ هذا القرار".
وتأتي زيارة هوكشتاين السريعة الى لبنان في إطار سعيه للتوصل الى وقف إطلاق النار حيث يشهد لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي غارات جوية عنيفة يشنها طيران الاحتلال الاسرائيلي على مختلف المناطق موقعا خسائر بشرية ومادية كبيرة ومتسببا بنزوح مئات الآلاف من السكان. (النهاية)
ر س ر / ر ج