عمان - 20 - 11 (كونا) -- انطلقت في العاصمة الأردنية عمان اليوم الاربعاء فعاليات المؤتمر الدولي (دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني) برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتنظيم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية ونظيرتها الفلسطينية ومشاركة دولة الكويت.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الذي يستمر على أمد يومين تنفيذا للقرار الصادر عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته العادية (42) لمواصلة التحرك العربي على جميع المستويات لمناصرة قضية الشعب الفلسطيني جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على دولة فلسطين وما تبعه من انتهاكات غير مسبوقة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في انتهاك واضح للمواثيق الدولية وللاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
وقالت وزير التنمية الاجتماعية الأردنية وفاء بني مصطفى في كلمتها خلال حفل الافتتاح انه "بعد مضي 411 يوما منذ بدء العدوان الغاشم والإبادة الجماعية في غزة يبدو التكلم بلغة الأرقام عبثيا أمام هول الدمار والكارثة الإنسانية المستمرة فقد قارب عدد الضحايا 45 ألف شهيد يشكل الأطفال والنساء نسبة 70 بالمئة منهم".
وذكرت بني مصطفى انه "من المفترض أن يوفر القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الحماية للمدنيين عامة وللأطفال خاصة بوصفهم من الفئات الأكثر هشاشة وضعفا خلال الحروب والنزاعات إلا أن -إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال - دأبت منذ عقود على الضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط وخرق الاتفاقيات والمواثيق الدولية كافة خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان وأهمها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989".
وأشارت الى انه "بجانب أعمال الاستهداف المباشر والتصفية الجسدية لعشرات الآلاف من الأطفال فتح الاحتلال الإسرائيلي سجونا ومحاكم خاصة بهم فهناك ما يزيد على 700 طفل يحاكمون أمام المحاكم العسكرية كل عام وآلاف المعتقلين منهم".
ولفتت الى أن التقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تبين التأثير الكارثي لهذه الحرب على الأطفال والأسر حيث يقدر عدد من هجروا داخليا في غزة ما يقارب 9ر1 مليون شخص أكثر من نصفهم من الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء بالاضافة الى وجود أكثر من 600 ألف طفل محاصرين في رفح وحدها وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
بدورها عرضت وزير التنمية الاجتماعية الفلسطينية الدكتورة سماح حمد في كلمة مماثلة معاناة الأطفال في عموم فلسطين خاصة في قطاع غزة منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر العام الماضي الذي تسبب بارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن. وأشارت الوزير سماح حمد الى ما يتعرض له الأطفال من أشكال الإبادة الجماعية من قتل وإصابات وعمليات عسكرية وعنف من قبل المستوطنين بالاضافة الى الاعتقال والنزوح القسري ومعاناتهم من الحرمان من حقهم في الأمن والصحة والتعليم والمأوى منذ عقود مؤكدة ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في إيقاف هذه الإبادة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
من جهتها قالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء أبو غزالة في كلمة لها إن 70 بالمئة من الشهداء في قطاع غزة هم من النساء والأطفال وإنه منذ السابع من أكتوبر العام الماضي إلى يومنا هذا وقع 17552 شهيدا من الأطفال منهم 209 أطفال رضع ولدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية بالاضافة الى استشهاد 825 طفلا ممن تقل أعمارهم عن عام واحد.
وحذرت ابو غزالة من أن "الأطفال الفلسطينيين يعيشون في واقع مليء بالعنف والحرمان فحوالي 3500 طفل في غزة معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء" مؤكدة أن "معاناة الأطفال هناك ليست مجرد أرقام وإحصائيات بل هي قصص حقيقية لأطفال يواجهون تحديات يومية تهدد حياتهم ومستقبلهم".
بدوره قال نائب المنسق الخاص والمنسق المقيم لمكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي ان "أطفال غزة حرموا من التعليم والغذاء ويعانون من الإعاقات وصدمات نفسية عميقة سيبقى أثرها لأمد بعيد".
ولفت هادي الى ان "الاطفال يواجهون تحديات كبيرة جراء همجية الاحتلال" لافتا الى أن منهجية الأمم المتحدة هي أنها تبذل قصار جهدها استجابة للرسالة الإنسانية في حماية حقوق الأطفال وصون كرامتهم وضرورة دعم الجهود المشتركة من أجل إيقاف العدوان.
ويتناول المؤتمر في جلساته عددا من المحاور المهمة حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد حقوق الأطفال في فلسطين كما يستعرض توثيق جرائم الاحتلال ودور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في حماية حقوق الأطفال بمخيمات اللجوء.
ويترأس سفير دولة الكويت لدى الأردن حمد المري الوفد الكويتي المشارك في أعمال المؤتمر. (النهاية) ع م ن / ا ب خ