القاهرة - 25 - 11 (كونا) -- انطلقت اليوم الاثنين اعمال المؤتمر العربي - الأفريقي لمنظمي الطاقة 2024 بالشراكة مع المنتدى العربي لتنظيم الكهرباء (أي.إي.أر.أف) والمنتدى الإفريقي لمرافق التنظيم (أي.أف.يو.أر) بمشاركة 20 دولة أفريقية و15 عربية بمقر جامعة الدول العربية.
وقالت مدير إدارة الطاقة بالجامعة العربية جميلة مطر في كلمة خلال اعمال المؤتمر ان الطاقة "تشكل اليوم أحد الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها أي جهة دولة فهي المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
واضافت مطر أن هذا الملتقى يعد فرصة فريدة لتبادل الخبرات والمعارف بين الدول العربية والأفريقية إذ يجمع نخبة من المتخصصين والخبراء في قطاع الكهرباء والمرافق المرتبطة به من مختلف الدول العربية والأفريقية.
وأبرزت مطر أهمية التعاون والعمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في المنطقة العربية وللعمل على تطوير هذا القطاع الحيوي بما يضمن استدامته وتقدمه.
وأوضحت أن المؤتمر يأتي في وقت "نحن في أمس الحاجة فيه إلى تعزيز شراكتنا وتكاملنا لمواجهة التحديات التي تعترض هذا القطاع الهام ومن ناحية أخرى فإن هناك الكثير من العوامل المشتركة التي تجمع منطقتنا وتجعلنا نتسارع إلى العمل الجاد لتحقيق مصالحنا المشتركة".
وأشارت مطر إلى أن قطاع الكهرباء شهد على مدار العقود الماضية تحولات كبيرة سواء من حيث التكنولوجيا المستخدمة أو السياسات المتبعة لتنظيمه وإدارته ورغم هذه التطورات فإن التحديات لا تزال كبيرة ولعل أبرزها هو التزايد المستمر في الطلب على الطاقة نتيجة للنمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده دولنا العربية والإفريقية.
وشددت على أن التعاون بين الدول العربية والأفريقية يعد ضرورة ملحة "إذ نواجه تحديات متشابهة يمكننا التعامل معها بشكل أكثر فعالية إذا ما توحدت جهودنا وتكاملت رؤانا".
وذكرت مطر أن أهمية هذا الملتقى لا تكمن فقط في تعزيز الحوار بين الخبراء بل أيضا في خلق فرص جديدة للتعاون والاستثمار خاصة فيما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية وتأمينها من المخاطر.
وأضافت "نحن نعيش اليوم في عصر يعتمد فيه العالم على الابتكار التكنولوجي لتحقيق تقدم ملموس في قطاعات متعددة ومن أبرزها قطاع الكهرباء إذ أصبح التوجه نحو الطاقة المتجددة أمرا حتميا لمواجهة التحديات البيئية وضمان استدامة الطاقة للأجيال القادمة".
وبينت أن الملتقى يأتي قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة (15) للمجلس الوزاري العربي للكهرباء "والتي نحتفي خلالها بإنجاز تاريخي سيظل علامة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك وخطوة غير مسبوقة نحو تحقيق حلم طال انتظاره وهو إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء عبر توقيع اتفاقيتي السوق اللتين تمثلان حجر الزاوية في بناء مستقبل عربي متكامل في مجال الطاقة".
ولفتت مطر إلى أن التحول الرقمي الذي يشهده العالم يفرض ضرورة التركيز على الأمن السيبراني في قطاع الكهرباء "إذ أنه أصبح من الضروري أن نعمل جميعا على تطوير نظم آمنة وفعالة لحماية شبكاتنا الكهربائية من الهجمات الإلكترونية التي قد تهدد استقرارها وتعطل خدماتها".
وطالبت بتعزيز التعاون بين الدول لتبادل الخبرات في هذا المجال قائلة إن "الأخطار السيبرانية لا تعرف حدودا ويجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد الدائم لمواجهتها بحلول مبتكرة واستراتيجيات متطورة.
وأضافت أن "من أبرز القضايا التي يجب أن تكون محور اهتمامنا اليوم أيضا هي التحديات التمويلية التي تواجه هذا القطاع فالكثير من دولنا تعاني من نقص الاستثمارات في البنية التحتية الكهربائية وهو ما يتطلب منا البحث عن حلول تمويلية مبتكرة مثل الشراكات بين القطاعين العام والخاص أو التعاون مع المؤسسات المالية الدولية التي يمكن أن تسهم في تمويل المشاريع الكبرى التي تضمن تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية وتوسيع نطاق خدماتها".
ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين سبل دعم تطوير التنظيم الفعال للمرافق العامة من خلال تسهيل وتوحيد السياسات التنظيمية وتبادل المعلومات والدروس المستفادة من الخبرة بين المنتدى العربي لمنظمي الطاقة والمنتدى الإفريقي لمنظمي المرافق.
ويهدف المؤتمر إلى إتاحة الفرصة للقاء المختصين من عدد من الدول الأفريقية والعربية واقتراح عقد اجتماعات نصف سنوية مماثلة في المستقبل وجمع بيانات الاتصال للمشاركين واستكشاف فرص التعاون المشترك في المشاريع والمبادرات.
كما يهدف إلى تحديد مواضيع لمزيد من البحث والدراسات في مجالات الكهرباء ومناقشة مخاطر الأمن السيبراني في مجال الكهرباء وإمكانية تبادل البيانات والمعلومات بين المشاركين في الاجتماع.(النهاية) م ف م / م خ