باريس - 25 - 11 (كونا) -- انطلقت في إيطاليا اليوم الاثنين فعاليات النسخة العاشرة من منتدى (حوارات روما المتوسطية) لمناقشة التحديات والأزمات المشتركة التي تهدد الأمن والاستقرار بمنطقة المتوسط.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني في كلمة الافتتاح إنه لطالما تم الاعتراف ب(حوارات روما المتوسطية) باعتبارها "منصة قيمة" لتعزيز السلام والحوار.
وأكد أن إيطاليا "تعمل بلا كلل لضمان حل دائم لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
من جهته ذكر رئيس المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية فرانكو بروني في كلمة مماثلة أن "عقد المنتدى مهم خلال هذه الفترة الصعبة التي يشهدها العالم".
وأضاف بروني أن "عقد الحوار المتوسطي خلال هذه الفترة الصعبة هو أيضا خيار لاحتضان التعاون بدلا من الانقسام".
بدوره دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته إلى التعايش بسلام في المنطقة قائلا إن "البحر المتوسط مسطح مائي مشترك .. إننا نشترك في خطه الساحلي ونعلم أنه كان دائما حاسما للتبادل الثقافي والتنمية".
وبالنسبة للتطورات في الشرق الأوسط أشار أبو الغيط إلى أن الوضع الراهن المتمثل في عدم الاستقرار والعنف في المنطقة "لا يمكن أن يستمر" مؤكدا أنه "جب أن نتعايش بسلام في هذه المنطقة التي نتقاسمها جميعا".
أما وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي فقد أكد في كلمته التزام بلاده بقيادة الجهود التي تعزز الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم في الشرق الأوسط.
وقال عبدالعاطي إن "منطقتنا تقف الآن على مفترق طرق وتواجه العديد من التحديات التي تتطلب اتخاذ تدابير جريئة وإجراءات حاسمة" مؤكدا سعي بلاده إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته إن قطاع غزة أصبح "مقبرة للأطفال والإنسانية والقانون الدولي" في ظل استمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
ودعا الصفدي الجميع إلى التحرك وتحويل كلمات السلام التي تقال في هذه المناسبات إلى "واقع ملموس".
بدوره دعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إلى احترام سلامة وأمن أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في ظل عدم الاستقرار التي تعيشه منطقة الشرق الأوسط.
وقال بوحبيب "نرى أن جهود قوات (يونيفيل) ضرورية وحيوية لتحقيق السلام وندين بشدة أي هجمات تشن عليها".
من جهتها أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي أن منطقة الشرق الأوسط لا يمكنها أن تتحمل تكاليف مواجهة الآثار طويلة الأمد لهذا العنف موضحة أن حلها "يستغرق أجيالا".
وأضافت أن "الأجيال الجديدة في المنطقة تستحق أن تنمو في عالم لا يكون فيه السلام والاستقرار مجرد مثل بل حقائق ملموسة".
وتستضيف العاصمة الإيطالية روما المنتدى بشكل دوري إذ يجمع ممثلين عن الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص بالإضافة إلى المجتمع المدني لمناقشة القضايا الإقليمية ذات الأهمية المشتركة مثل الأمن والاقتصاد والتغير المناخي والهجرة والتنمية المستدامة.
وتهدف حوارات المنتدى التي تستمر ثلاثة أيام إلى تقديم أفكار واقتراحات جديدة لصياغة جدول أعمال إيجابي للمنطقة إذ تبحث التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية من خلال رؤى مشتركة.
كما يساهم المنتدى في تعزيز التفاهم المتبادل وبناء الثقة بين الدول المتشاطئة على البحر المتوسط ويعزز التعاون بين هذه الأطراف من أجل مواجهة التحديات المشتركة. (النهاية) م ع / م خ