فيينا - 25 - 11 (كونا) -- جددت المجموعة العربية في فيينا إدانتها بأشد العبارات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لا سيما في غزة داعية منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) إلى البدء في حشد التمويل اللازم وزيادة الميزانية المخصصة للقطاع والمشاركة في جهود إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب.
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس المجموعة العربية سفير السودان لدى النمسا ومندوبه الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا مجدي مفضل أمام الدورة ال52 لمجلس التنمية الاقتصادية لمنظمة (يونيدو) التي انطلقت أعمالها اليوم الإثنين وتستمر ثلاثة أيام.
وقال السفير مفضل في كلمة المجموعة العربية إن "هذه الدورة المكرسة لتقييم جهودنا المشتركة في ميدان التنمية الصناعية في اتجاه ترميم الفجوة التنموية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأجندة 2030 تأتي في وقت لا تزال فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد أوضاعا مأساوية لا مثيل لها على الإطلاق".
وجددت المجموعة العربية في فيينا في الكلمة إدانتها بأشد العبارات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام ضد الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من 45 ألف شخص 75 بالمئة منهم من النساء والأطفال حسب الأمم المتحدة ووقوع أكثر من 102 ألف جريح ونزوح ما يناهز مليوني مدني داخليا وتدمير ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية.
كما أشارت إلى أن أعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تسببت أيضا في تدمير البنى التحتية الأساسية بشكل كلي وممنهج مما أدى إلى انهيار الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي.
وأكدت أن هذه الحرب تستهدف المدنيين وتدحض ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة.
وجدد المجموعة العربية في هذا السياق دعوة المدير العام لمنظمة (يونيدو) غيرد مولر للبدء في حشد التمويل اللازم وزيادة الميزانية المخصصة لقطاع غزة في إطار برامج التعاون التقني والمشاركة في جهود إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب وبناء البنية التحتية الصناعية بهدف العمل على تحقيق التنمية الصناعية المستدامة والشاملة في الأراضي الفلسطينية.
كما دانت المجموعة العربية في كلمتها عدوان الاحتلال الإسرائيلي "الهمجي والمتمادي" على لبنان والذي تسبب حتى اليوم في مقتل وإصابة آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومسعفين وفي نزوح أكثر من 2ر1 مليون شخص نتيجة تدمير مدنهم وقراهم "ما يشكل جرائم حرب موصوفة وخرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني".
وطالب السفير مفضل في الكلمة التي ألقاها نيابة عن المجموعة العربية في فيينا بتقديم المساعدات الإغاثية الملحة للبنان والدعوة لإيقاف العدوان فورا وحذر من خطورة استمراره على أمن شعوب المنطقة وسلامتها مؤكدا أن أي توغل أو احتلال لجزء من الأراضي اللبنانية يعتبر "اعتداء على الأمن القومي العربي".
وأشار إلى أن المجموعة العربية في فيينا تدعم جهود الدولة اللبنانية في اتصالاتها للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء عدوانه وللإيقاف الفوري لإطلاق النار ولتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل بالتعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) كما تدعم أيضا جهود الدولة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا.
وتطرقت الكلمة كذلك إلى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية مشيرة إلى أن المجموعة العربية تدين بشدة هذه الاعتداءات التي "تستهدف الأحياء السكنية والمنشآت الاقتصادية وتلحق خسائر مادية وأضرارا كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة" كما شددت المجموعة على دعمها حق سوريا في الدفاع عن أرضها وشعبها.
وفيما يتعلق بالتعاون بين المجموعة العربية في فيينا و(يونيدو) أشارت الكلمة إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية والمنظمة للاستفادة المثلى من إمكانيات (يونيدو) وأنشطتها وتحقيق زيادة كما ونوعا لمشاريعها المنفذة في الدول العربية الزاخرة بمواردها البشرية والطبيعية وفقا لأولوياتها واحتياجاتها.
وأوضحت المجموعة أن من بين ذلك تقديم (يونيدو) المشورة والتنسيق في مجال السياسات الوطنية للتصنيع ودعم الدول لعربية في التحول إلى الاقتصاد الأخضر والدائري وتعزيز التوجه نحو الرقمنة باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما رحبت المجموعة العربية في كلمتها بزيادة الأنشطة المنفذة في مجال التعاون التقني خلال عام 2023 بنسبة 25 في المئة وبالزيادة في تعبئة الموارد للتعاون التقني بنسبة 44 في المئة بما يعادل 4ر328 مليون دولار وذلك بهدف تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
وقال السفير مفضل إن المجموعة العربية أخذت علما بما ورد في التقارير الصادرة من مكتب التقييم والرقابة الداخلية في (يونيدو) ولجنة المراقبة الاستشارية المستقلة في هذا الصدد وتتطلع لمزيد من الانخراط من الإدارة لمراعاة الملاحظات وتنفيذ التوصيات في تلك التقارير.
كما أشار إلى أن المجموعة العربية في فيينا تتابع باهتمام التقدم المحرز في تنفيذ برنامجي الشراكة القطرية وتشدد على أهميتهما بصفتها أدوات لتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وتتطلع إلى زيادة عدد الدول العربية المستفيدة من هذه البرامج بناء على طلبها وكذلك تعزيز أنشطة ورفع مستوى هياكل مكاتب (يونيدو) وزيادة عددها في الدول العربية على ضوء الإصلاحات التي أعلنها المدير العام مولر.
وحثت المجموعة المدير العام على تنفيذ المزيد من المشاريع المتعلقة بصناعة الأغذية الزراعية والأمن الغذائي والارتقاء بمستوى الصناعة وإضافة قيمة إلى المنتجات ذات الإمكانات التصديرية العالية بما يعود بالنفع على الدول العربية.
وفي هذا الصدد رحبت المجموعة العربية بإطلاق مجموعة أصدقاء الأمن الغذائي برئاسة كل من السودان وإيطاليا ودعت المدير العام والدول الأعضاء في (يونيدو) لتقديم الدعم اللازم لأنشطة المجموعة بما في ذلك توفير المزيد من الموارد والاستثمارات لمشروعات الأمن الغذائي وفقا لولاية المنظمة في هذا الصدد.
ودعت المجموعة العربية في كلمتها أيضا إلى تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تطبيق معايير ومؤشرات أداء واضحة مما يسهم في تقييم دقيق لتأثير البرامج وبما يسهم في الإعداد الجيد للإطار البرامجي المتوسط الأجل للفترة من 2026 إلى 2029.
وشددت المجموعة العربية كذلك على أن استراتيجية (يونيدو) في حالات ما بعد النزاعات تؤدي "دورا محوريا" في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة.
وفي هذا الصدد حثت المجموعة العربية (يونيدو) على تعزيز تنفيذ خطة العمل للفترة من 2021 إلى 2025 وتطوير خطة عمل جديدة بالتعاون مع الدول الأعضاء فيها والجهات ذات الصلة لدعم الدول العربية التي تمر بمرحلة ما بعد النزاعات على حسب حالة كل دولة عضو واحتياجاتها وأولوياتها بما في ذلك عن طريق تقديم الدعم الفني وبناء القدرات.
ورحبت المجموعة العربية في ختام كلمتها بانعقاد الدورة الثانية لمنتدى السياسات الصناعية المتعددة الأطراف في المملكة العربية السعودية في أكتوبر الماضي كما جددت ترحيبها باستضافة المملكة الدورة ال21 للمؤتمر العام للمنظمة الذي سيعقد في نوفمبر 2025. (النهاية)
ع م ق / م ع ع