الكويت - 26 - 11 (كونا) -— عقد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اجتماعا مشتركا مع وفد من الخبراء الدوليين وأعضاء المجلس البلدي في إطار الجهود المبذولة لإعداد (الاستراتيجية الوطنية للتراث) التي تهدف إلى تعزيز الحفاظ على الأصول التاريخية الثقافية وإدارتها بشكل مستدام.
وأكد أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار في كلمته خلال الاجتماع بمقر مبنى المجلس البلدي أن اعداد (الاستراتيجية الوطنية للتراث) يأتي بناء على توجيهات مجلس الوزراء وتهدف إلى تعزيز مكانة الكويت الثقافية والتاريخية وضمان استدامة التراث الوطني بما يعكس هويتها الحضارية للأجيال القادمة.
وبين الجسار ان المجلس الوطني اختار نموذج المملكة المتحدة بعد ان عمل المجلس على استكمال الدراسة المقارنة للتجارب الدولية في مجال استراتيجيات التراث الشاملة.
وقال إنه تم تحديد النتائج المثلى على المستويين الإقليمي والدولي من حيث مدى فاعلية هذه الاستراتيجيات والنتائج الملموسة لتطبيقها ومدى استدامة وانعكاس ذلك على التنظيم المؤسسي لكل من الجهات المعنية بالاضافة لمدى ملائمتها للسياق المحلي المنظم لإدارة التراث والقوانين واللوائح المعتمدة على مستوى المؤسسات في الكويت وبناء على تلك المعايير تم اختيار النموذج الأنسب.
واوضح الجسار أن الاستراتيجية مدتها خمس سنوات ونجاحها يتطلب توحيد الجهود والعمل والشراكة مع القطاعات الحكومية والأهلية واعداد طاقم صحيح لاستثمار المواقع التراثية وادارتها بالشكل الصحيح والحفاظ على التراث المادي واللا مادي مبينا ان نجاح الاستراتيجية يعد خطوة لجلب السياحة التراثية والثقافية.
بدوره قال رئيس المجلس البلدي عبدالله المحري في تصريح صحفي عقب الاجتماع إن التراث هو أحد السبل الأساسية لحفظ الهوية الوطنية مشيرا إلى أن تأصيله والاهتمام به ينعكس ايجابيا على تقوية أواصر الانتماء للوطن.
وأضاف المحري أن المجلس البلدي على أتم الاستعداد للتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكافة الجهات المعنية لحفظ التراث والمواقع الاثرية والتاريخية في البلاد.
من جانبه قال عضو المجلس البلدي الدكتور حسن كمال في تصريح مماثل إن الحفاظ على التراث من الامور المهمة جدا لارتباط التراث "بالثقافة والتاريخ والتعليم وبماضي وحاضر ومستقبل البلد".
واوضح الدكتور كمال ان المجلس البلدي وبلدية الكويت لهم دور كبير في دعم الاستراتيجية للمحافظة على المواقع التراثية وما تبقى من التراث مبينا ان المخططات الهيكلية للدولة فيها اجزاء خاصة للمحافظة على التراث كخطة استراتيجية.
واطلع حضور الاجتماع على نموذج المملكة المتحدة الذي تم اعتماده لعمل مشروع توأمة وتبادل معرفي اذ امتاز النموذج ببعد اضافي ينم عن أثر دولي على الاجراءات المعتمدة والمعايير وافضل الممارسات والمراجع الفنية التي اصبحت مقاييس دولية يتم الاستعانة على نطاق موسع.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن مؤسسات بريطانية بارزة في مجال التراث مثل (مؤسسة إنجلترا التاريخية) و(منظمة البيئات التاريخية الاسكتلندية) و(صندوق الدعم البريطاني لحماية التراث) بالتنسيق مع المجلس البريطاني الثقافي.
ويمثل هذا الاجتماع خطوة هامة ضمن زيارة يقوم بها وفد الخبراء الدوليين للكويت خلال الفترة من 24 إلى 26 نوفمبر الجاري وتشمل الزيارة جولات ميدانية لأهم المواقع التاريخية بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع الجهات ذات العلاقة لتعريفها بالمشروع وبناء شراكات استراتيجية تضمن تطبيق خطة شاملة وفاعلة.(النهاية) ش ه د / ح ع