القاهرة - 27 - 11 (كونا) -- أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ضرورة تمكين الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأن يسهم اتفاق الهدنة في لبنان الذي دخل حيز النفاذ اليوم الأربعاء في الوصول إلى اتفاق مماثل لوقف إطلاق النار في غزة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثاتهما في القاهرة قال وزير الخارجية المصري "نحن مع تمكين الدولة اللبنانية وتمكين مؤسساتها وندعم بشكل كامل نشر الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني وأن تكون مسألة انتخاب رئيس لبناني في إطار ملكية وطنية لبنانية من دون أي إملاءات خارجية".
وقال عبد العاطي إن المباحثات المصرية - القطرية تناولت وقف إطلاق النار المعلن أمس في لبنان معربا عن أمله في أن يتم تنفيذ ما تم الاعلان عنه بكل صدق وجدية.
وفي الشأن الفلسطيني أكد عبد العاطي اتفاق الجانبين على أنه لا مجال لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأشار عبد العاطي إلى ضرورة وقف جميع الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واحترام كل قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
ولفت عبد العاطي إلى أن مباحثاته مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن تناولت بشكل متعمق عددا من الملفات الاقليمية وعلى رأسها استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات الجارية في الضفة الغربية.
وتابع أنها تناولت كذلك الجهود المصرية القطرية الصادقة والدؤوبة التي استمرت لاكثر من عام من أجل سرعة التوصل الى صفقة تضمن الوقف الفوري لإطلاق النار وحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق مع إطلاق سراح الأسرى.
ولفت إلى أن المباحثات ركزت ايضا على الاهمية البالغة لتعزيز التنسيق والتشاور القائم بين مصر وقطر وأيضا مع الدول العربية حتى تكون هناك ارضية صلبة للتعاون والتشاور المشترك فيما يتعلق بقضية العرب الأولى ولب الصراع في المنطقة "القضية الفلسطينية".
وأكد عبد العاطي ان المباحثات شهدت توافقا على الأهمية البالغة للوقف الفوري لإطلاق النار وضرورة توافر الارادة السياسية لسرعة انجاز الصفقة التي تضمن إطلاق سراح الأسرى.
وأوضح أن المباحثات شهدت الحديث عن الاهمية البالغة للنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة.
وأوضح انه تمت أحاطت رئيس الوزراء القطري علما بكل الترتيبات الجارية فيما يتعلق بمؤتمر الخاص بدعم المساعدات الانسانية في قطاع غزة الذي تستضيفه القاهرة يوم 2 ديسمبر المقبل والذي يعقد تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والذي يهدف لتعزيز الاستجابة الانسانية داخل غزة وحشد المساعدات الانسانية الدولية للتعامل مع الكارثة الانسانية الحالية وتوفير متطلبات للتعافي المبكر في القطاع.
وعن العلاقات المصرية - القطرية أكد عبد العاطي أن هناك إرادة سياسية من قيادتي الدولتين بالعمل على تحقيق نقلة نوعية في العلاقات على جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو التجارية وتعزيز التشاور والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
من جانبه أشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن المباحثات مع وزير الخارجية المصري تناولت اتفاق الهدنة في لبنان معربا عن أمله في أن يسفر هذا الاتفاق إلى وقف حقيقي لإطلاق النار ويمتد بظلاله على قطاع غزة وأن يؤدي ذلك للوصول إلى اتفاق في قطاع غزة وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية في أقرب وقت.
كما أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن تطلعه للمشاركة في المؤتمر الإنساني المقرر عقده يوم 2 ديسمبر بمصر لدعم غزة وتقديم جميع أوجه الدعم من خلاله للأشقاء في فلسطين.
وقال أن زيارته لمصر اليوم شهدت محطات مهمة في العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة التعاون في مجال الاقتصاد والاستثمار موضحا تم استعراض عدد من المشاريع بجانب أداء الاستثمارات القطرية التي كانت مستثمرة في السابق بمصر.
ونوه بأن المباحثات تناولت التعاون الثنائي وكيفية توسيع وتقوية التعاون في المجالات الإنسانية خصوصا في ظل تدهور الأوضاع في قطاع غزة والسودان مبينا أنه تم الاتفاق مع مصر على التعاون في مشاريع مشتركة لتقديم الدعم الإنساني للأشقاء.
وأضاف أن اليوم شهد فرصة مهمة من خلال المناقشات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي فيما يخص الأوضاع الإقليمية وتدهورها في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة والحرب على لبنان وكيفية أن مثل هذا الصراع الذي تم التحذير منه في البداية وإمكانية أن يتسع ويؤثر بشكل مباشر على كافة دول الإقليم وهو ما نشهده ونعيشه اليوم.
وقال "إن قطر تتطلع إلى أن يكون هناك دائما تشاور مستمر مع مصر فيما يخص ملف المفاوضات للوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن".
وأضاف "اتفقنا على أنه يجب في المرحلة المقبلة التنسيق المكثف بين قطر ومصر والدول العربية الأخرى حيال التطورات في المنطقة وأن يكون هناك وضوحا لرؤية مشتركة بين الدول العربية في هذا الاتجاه". (النهاية) ع ف ف / ه س ص