الدوحة - 28 - 11 (كونا) -- أكدت الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الاسلامية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخة الدكتورة العنود إبراهيم الصباح اليوم الخميس أهمية ابراز القطاع الثقافي والسياحي لدولة الكويت خاصة مع اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2025.
جاء ذلك خلال مشاركة الشيخة الدكتورة العنود الصباح بالنيابة عن الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار في إحدى جلسات منتدى أعمال الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون بنسخته الثامنة بالعاصمة القطرية الدوحة بعنوان (بناء الجسور بين القارات: فتح الفرص في السياحة والتبادل الثقافي).
وشددت على أهمية ابراز القطاع الثقافي والسياحي لدولة الكويت من خلال استمرار الاستثمار في البنية التحتية للثقافة والآثار والسياحة وفقا لما تنص عليه الركيزة السابعة لرؤية الكويت 2035.
وأشارت إلى سعى الكويت لتعزيز حضورها الإقليمي والعالمي في مجالات شتى مثل الدبلوماسية والتجارة والثقافة والعمل الخيري منوهة بخطط دولة الكويت لتطوير المواقع التراثية والتنقيبات وتشجيع السياحة الثقافية.
ولفتت إلى أنه يوجد بالكويت العديد من المواقع التراثية مثل الصبية وجزيرة فيلكا التي تم استكشافها عبر تنقيبات قامت بها العديد من فرق الآثار من دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وبولندا والدنمارك وسلوفاكيا وإيطاليا وغيرها الأمر الذي يجعل من الكويت مقصدا للسياحة الثقافية بالمنطقة.
وأكد ضرورة تعزيز الروابط بين دولة الكويت ودول الاتحاد الاوروبي من خلال مواصلة التعاون مع جامعة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أعمال التنقيب في هذين الموقعين حيث يتم تصنيف جزيرة فيلكا كواحدة من أكبر المتاحف المفتوحة في المنطقة.
وقالت إنه يمكن لمواطني الاتحاد الأوروبي أن يأتوا لاستكشاف الثقافة الكويتية والعربية في عام 2025 من خلال البرنامج المعد من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام بما في ذلك دار الآثار الإسلامية مبينة أن التجربة الكويتية في مجالات الثقافة والفنون والآثار ذات ثراء كبير وتتفرد بمقومات عديدة تتمثل في الكثير من المراكز الثقافية والمعالم والمزارات مثل مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي وقصر السلام والمباركية والقصر الاحمر وغيرها إضافة الى مجموعة المتاحف التي تروي مقتنياتها الكثير من القصص التاريخية والحضارية على أرض الكويت.
ورأت أنه يمكن التعاون مع الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء بالاتحاد الأوروبي في مجال الدراسات وورش العمل والمتاحف والمشروعات المعنية بالحفاظ على التراث وكذلك البرامج التعليمية والتوعية بأهمية السياحة الثقافية كمصدر للصناعات الإبداعية والتحويلية باعتبارها قطاعا داعما للاقتصاد الوطني.
وأشادت بسياسات الاتحاد الأوروبي في مجال الحفاظ على التراث المادي وغير المادي بما في ذلك المعالم والمواقع والمناظر الطبيعية والمهارات والممارسات والمعرفة وتعبيرات الإبداع البشري.
وأعربت عن حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على التعاون الثقافي والتراثي والسياحي مع الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي من أجل تحقيق التطلعات الإقليمية والوطنية مشيرة الى أن المنطقة تتمتع بالبنية التحتية الكافية لتبني سياسات التراث الثقافي والسياحة.
وأشارت إلى عدد من الموضوعات التي يمكن أن تكون مجالا للتعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي منها التعاون والتبادل بشأن سياسات الحفاظ على التراث والدروس المستفادة من تنفيذها والحوكمة والإطار الأوروبي للعمل على التراث وإشراك جميع أصحاب المصلحة (القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والقطاع العام).
واضافت أنه من الموضوعات التي يمكن أن تكون ايضا مجالا للتعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي هو تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية على التراث الثقافي والسياحة وإدارة المتاحف والتدريب وتطوير الصناعة الإبداعية (تجارب تحويلية) ودعم خارطة طريق الكويت بشأن تسجيل تراثها غير المادي والمادي وتعزيز التعليم في المؤسسات ذات الصلة بالاتحاد الأوروبي والتعليم العالي وتعزيز السياحة الثقافية وكيفية تنظيم السياحة الجماعية (حماية الأصالة المحلية).
ومن جهة أخرى شارك مدير إدارة رصد جودة الهواء بالتكليف ورئيس الفريق التفاوضي للمناخ بالهيئة العامة للبيئة الكويتية المهندس يوسف المعتوق بجلسة نقاشية في المنتدى بدعوة من المنظمين بعنوان (بناء مستقبل أخضر: مناهج جديدة من أجل اقتصاد مستدام).
وتناولت الجلسة النقاشية الإمكانات المتزايدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال التقنيات النظيفة إضافة الى بحث كيفية توسيع مثل هذه الشراكات لتغطية الاقتصاد الأخضر وسلاسل التوريد من خلال التركيز على الأطر التنظيمية التي تشكل التحول الأخضر في كلتا المنطقتين.
كما سلطت الضوء على آفاق التجارة والاستثمار الناشئة وتحليل الحوافز الحالية مع الاعتراف بالعقبات المتبقية أمام المضي قدما في مسار مشترك نحو مستقبل مستدام وأخضر في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بدور حيوي لتوفير وقود نظيف ومستدام في العصر القادم لكنها تواجه تحديات من ضمنها نقص المياه العذبة التي تعتبر عنصرا مهما لإنتاج الهيدروجين مؤكدا ضرورة بناء محطات تحلية المياه والتي ستزيد بشكل كبير من التكلفة الرأسمالية للاستثمار.
وأضاف أن دول الخليج تواجه تحديات أيضا ترتبط بتكلفة النقل المرتفعة للهيدروجين الأخضر وهي "من أهم العوائق التي تواجه هذه الصناعة" لافتا انه من الناحية الاستراتيجية فهي هذه فرصة كبيرة لهذه المنطقة لتطوير مهارات جديدة للقوى العاملة وبناء قدرات تصنيع جديدة وتطوير بنى تحتية وتنويع الاقتصادات الفردية بعيدا عن الوقود الأحفوري.
ولفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بموقع ممتاز أيضا لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة وخفض تكلفة إنتاجها وذلك بفضل وفرة موارد الطاقة الشمسية والخبرة المتاحة لدى الاتحاد الاوربي للتعاون.
وكان المنتدى الثامن للأعمال بين الاتحاد الأوربي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية انطلق في وقت سابق اليوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة. (النهاية)
س س س / ط م ا