من فهد السعيد زوهاي (الصين) - 28 - 11 (كونا) -- أكدت دبلوماسيتان كويتيتان اليوم الخميس أن دولة الكويت تولي أولوية قصوى لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الصين خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والطاقة من خلال إرساء شراكات مستدامة تعزز التفاهم العميق وتفتح آفاقا جديدة للتنمية المشتركة بما يرسخ التكامل الاقتصادي ويحقق تطلعات الجانبين نحو مستقبل أكثر ازدهارا وابتكارا.
جاء ذلك خلال الجلسات النقاشية المصاحبة للمنتدى الصيني - العربي للسياسيين الشباب بدورته الثالثة المنعقدة تحت شعار "المساهمة بقوة الشباب في بناء مجتمع المصير المشترك الصيني - العربي في العصر الجديد" والذي انطلق يوم أمس الاربعاء في مدينة (زوهاي) بمقاطعة (قوانغدونغ).
بدورها قالت الملحق الدبلوماسي في وزارة الخارجية الكويتية فاطمة المسبحي في كلمتها بجلسة "دور الصين في قضايا الشرق الأوسط" ان التعاون الثنائي بين الكويت والصين والذي تجسد في العديد من المبادرات المشتركة يشهد نموا متسارعا ويساهم بشكل جلي في تعزيز الأمن الاستقرار والرخاء في المنطقة.
واشارت المسبحي ان العام الجاري يصادف الذكرى الـ53 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والصين معربة عن فخر دولة الكويت بكونها أول دولة خليجية تقيم تلك العلاقات الثنائية المهمة والتي تبلورت على مدار السنوات الماضية لتشكل شراكة استراتيجية متينة وروابط تاريخية اساسها التعاون المستدام والمواءمة الاستراتيجية والازدهار المتبادل.
واوضحت ان التبادل التجاري بين الكويت والصين شهد نموا متسارعا حيث ارتفع حجم التبادل التجاري من 5ر12 مليار دولار أمريكي في عام 2013 ليصل في عام 2023 إلى 39ر22 مليار دولار ما يجعل الصين تحتل صفة الشريك التجاري الأكبر للكويت منذ عام 2015.
واشارت الى مشاركة الشركات الصينية بنشاط في مشاريع رئيسية ومحورية في دولة الكويت حيث نفذت مبادرات حيوية في مجالات الطاقة والإسكان وتنمية البنية التحتية مشيدة بالشركات الصينية لما تملكه من سجل حافل يزخر بالخبرة والالتزام في تنفيذ المشاريع بالوقت المحدد.
وفي إطار الإنجازات الدبلوماسية البارزة استذكرت المسبحي الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى الصين في سبتمبر 2023 حينما كان سموه وليا للعهد حيث أجرى سموه محادثات مثمرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ما مهد الطريق لعهد جديد من التعاون إذ تشارك الرؤية المستقبلية للبلدين في تحقيق الأهداف المشتركة بالإضافة الى مواءمة مبادرة الحزام والطريق مع رؤية الكويت 2035.
ولفتت الى تأكيد دولة الكويت على قرار القمة العربية - الصينية التي استضافتها السعودية عام 2022 وترحيبها بعقد القمة العربية الصينية الثانية عام2026 في الصين مشيرة الى ان دولة الكويت تتطلع لاستضافة القمة العربية - الصينية الثالثة عام 2030.
وبشأن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان في ظل ما يشهدانه من بطش آلة الحرب الاسرائيلية اعربت المسبحي عن تقدير دولة الكويت للجهود الحثيثة التي تبذلها الصين في معالجة الأزمة الجارية هناك وبدورها في تسهيل المناقشات المتعلقة بالقضية الفلسطينية مؤكدة ان الصين أظهرت قيادة وحضورا دوليا مسؤولا من خلال دعمها للمبادرات متعددة الأطراف الرامية إلى ايقاف العنف في قطاع غزة ولبنان ومنع نشوب صراع واسع النطاق.
واشارت الى ان هذه المبادرات تبرز استعداد الصين لدعم حلول مؤثرة في المنطقة من خلال موقفها الثابت القائم على مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حقوق الشعوب في تحقيق مصيرها وحل الخلافات عبر الحوار وبالطرق السلمية مضيفة ان دولة الكويت تدرك أهمية هذه الجهود وتثني على الصين لتوليها دورا رائدا في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
بدورها ذكرت الملحق الدبلوماسي في وزارة الخارجية الكويتية سارة الحساوي في كلمتها في جلسة “بناء الحزام والطريق" ان دولة الكويت تولي أهمية خاصة للشراكة الاستراتيجية مع الصين ففي عام 2014 كانت دولة الكويت من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية مشتركة مع الصين لدعم "مبادرة الحزام والطريق" وذلك لاتساقها مع أهداف رؤية الكويت 2035.
وذكرت الحساوي ان من اهم المشاريع الحيوية التي تجسد الشراكة الاستراتيجية الكويتية - الصينية تتمثل بمشروع ميناء مبارك الكبير الذي سيساهم بتعزيز مكانة دولة الكويت كمركز إقليمي للتجارة العالمية والخدمات اللوجستية بالاضافة لمشروع الشقايا للطاقة المتجددة الذي يعكس ما تبذله دولة الكويت من جهود في سبيل التحول إلى الطاقة النظيفة.
واشارت الى ان مثل تلك المبادرات التي تدشنها الصين مثل "المنتدى الصيني - العربي للسياسيين الشباب" لها أبعاد معتبرة تتجاوز الإطار الاقتصادي لتشمل كذلك أبعادا سياسية وثقافية من شأنها ان تعزز الحوار بين الحضارات وتوطد العلاقات بين الشعوب وتبني مجتمعات تتشارك في مصيرها ومستقبلها ما يمهد الطريق لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم وتحقق آمال وتطلعات شعوبنا وتعزز الاستقرار والازدهار في منطقتنا.
واعربت عن تقدير دولة الكويت للجهود المبذولة في لتعزيز التعاون بين شباب الدول العربية والصين حيث تمثل مبادرة التعاون في مجال تنمية الشباب التي أطلقت خلال القمة العربية الصينية الأولى نموذجا عمليا للالتزام المشترك بتمكين الشباب وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.
وقالت الحساوي ان دولة الكويت تؤمن بأن الشباب هم عماد المستقبل ومحرك التغيير الإيجابي في عالمنا كما إن هذه المبادرة ليست مجرد خطوة رمزية بل هي جزء من رؤية أوسع تهدف إلى توفير منصة للشباب العربي والصيني لتبادل الأفكار وتطوير المهارات وتعزيز الابتكار في مختلف المجالات اضافة الى تدعيم الأجيال القادمة بالأدوات اللازمة لدفع عجلة التقدم والازدهار بين العالم العربي والصين. وانطلقت يوم أمس الاربعاء اعمال المنتدى الصيني - العربي للسياسيين الشباب بنسخته الثالثة وسط حضور صيني رفيع المستوى ونخبة من السياسيين الشباب من الدول العربية والصين للتباحث حول التحديات التي يشهدها العالم بشتى انواعها وتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات بين الشباب العربي - الصيني. (النهاية) ف ا س