القاهرة - 2 - 12 (كونا) -- طالب وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي المجتمع الدولي بالتراجع عن سياسة المعايير المزدوجة واتخاذ موقف حاسم لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل الدولية وباقي المؤسسات الدولية القانونية التي تطالب بإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
جاء ذلك في كلمة الوزير عبدالعاطي الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي لدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة الذي تستضيفه القاهرة اليوم الاثنين بمشاركة 103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية من بينها دولة الكويت.
وقال عبدالعاطي إن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة فاق كل الحدود مشددا على أنه فاقم المعاناة الإنسانية في القطاع التي كرسها العجز الدولي عن اتخاذ قرار بحقن دماء الفلسطينيين.
وأضاف أن اجتماع اليوم يأتي في ظل استمرار المأساة غير الإنسانية وغير المسبوقة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة عدوان الاحتلال الغاشم المستمر.
واشار إلى عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني وتوقف الانتهاكات الفادحة التي ترتكبها سلطة الاحتلال للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتمنع محاولات خلق واقع جديد طارد للفلسطينيين من أراضيهم ومعرقل لحقهم الشرعي الثابت وغير القابل للتصرف لإقامة دولتهم المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد عبدالعاطي على ضرورة الانسحاب "الفوري" للاحتلال الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني والاستجابة الإنسانية لقطاع غزة مشيرا الى أن الاحتلال يستخدم التجويع والحصار سلاحا والتهجير عقابا جماعيا للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
وأكد أن مصر دانت بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لما يمثله من سابقة خطرة بحظر دولة عضو في الأمم المتحدة لعمل إحدى وكالاتها بما يعكس استخفافا مرفوضا بالمجتمع الدولي ومؤسساته.
وشدد على أن (أونروا) لا بديل لها ولا يمكن الاستغناء عنها داخل قطاع غزة ولا يمكن ان يحل محلها أوي قوم بدورها أي طرف آخر.
وقال إن مصر كانت في طليعة الدول التي عملت على إغاثة الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 حيث قدمت نحو 70 في المئة من المساعدات التي دخلت إلى القطاع منذ ذلك الحين مع تسهيلها إجراءات الشحن الجوي والبحري والبري لاستقبال هذه المعونات مشيرا إلى أنها استضافت كذلك آلاف الجرحى ووفرت الرعاية الصحية والتعليمية لهم.
وشدد عبدالعاطي على استعداد مصر لإدخال أعداد كبيرة من الشاحنات يوميا إلى قطاع غزة بمجرد أن تسمح الظروف الميدانية اللازمة لضمان النفاذ الآمن للمساعدات وتوفير المناخ الآمن لعمل وكالات الإغاثة مؤكدا في هذا السياق الأولوية البالغة لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الفوري من الجانب الفلسطيني من معبر (رفح) إلى جانب انسحابه من منطقة محور (فلادلفيا).
وأكد عبدالعاطي في الوقت ذاته أن على المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن مسؤولية واضحة للضغط على الاحتلال لفتح معابره وتشغيلها بطاقتها الحقيقية بكل ما يعنيه ذلك من تحمل سلطة الاحتلال مسؤولياتها التي يحددها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعا جميع الوفود المشاركة في المؤتمر إلى الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لسكان غزة والإعلان عن تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها في قطاع وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وعلى صعيد متصل أكد عبدالعاطي الأهمية البالغة بإيقاف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ورفض سياسة التهجير للشعب الفلسطيني سواء من الضفة أو القطاع مشددا على الرفض الكامل أن تكون هناك دولة فوق القانون لا تخضع للمحاسبة أو المساءلة.
وشدد على تضامن مصر مع القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 مؤكدا الرفض الكامل لكل المساعي الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
من جانبها دعت نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في كلمة مماثلة أمام المؤتمر المجتمع الدولي إلى بناء أسس لإرساء السلام العادل في قطاع غزة.
وشددت محمد على ضرورة تأمين المساعدات الإنسانية ووصولها إلى الشعب الفلسطيني في غزة وتحقيق إيقاف إطلاق النار بشكل عاجل لتمهيد الطريق لإعادة إعمار القطاع.
واستنكرت بشدة العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة واصفة هجمات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع بأنها "مروعة" حيث أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 45 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى تهجير الكثير من الفلسطينيين أكثر من مرة.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى الأضرار البالغة التي لحقت بالفلسطينيين من جراء التصعيد الاحتلال الإسرائيلي على غزة منها تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة خاصة بين الأطفال وتفشي الأمراض والأوبئة.
وأكدت أن حالة المجاعة التي تشهدها غزة "غير مسبوقة عالميا" معربة عن حزنها الشديد بسبب أوضاع أطفال غزة وما يتعرضون له أثناء إجراء عمليات البتر والتدخلات الجراحية دون تخدير.
ودانت رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في القطاع مما يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي مؤكدة أن أفعال الاحتلال في غزة تتجاهل كل القرارات الدولية والأممية في هذا الشأن والتي يجب التزام الدول الأعضاء بها.
وأشارت إلى أن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة "غير مستقر وغير مستدام ولا يكفي الحاجات المتواصلة للشعب الفلسطيني على الإطلاق" مستنكرة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تقف عائقا أمام إدخال هذه المساعدات إلى القطاع.
وأضافت المسؤولة الأممية أن الوضع في شمال غزة يزداد سوءا مع استمرار عمليات الاحتلال في القطاع مشيرة في الوقت نفسه إلى انتهاكات الاحتلال الجسيمة في القدس الشرقية.
وأعربت محمد عن رفضها الشديد لعمليات الاحتلال التي تستهدف بشكل مباشر جميع العاملين في المجال الإنساني والإغاثي ومنها وكالة (أونروا) التابعة للأمم المتحدة.
يذكر أن المؤتمر يسعى إلى تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية هناك وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع والتخطيط للتعافي المبكر داخله.
وتشارك دولة الكويت في المؤتمر بوفد يترأسه وزير الخارجية عبدالله اليحيا. (النهاية)
ع ف ف / م ع ع