الرياض - 3 - 12 (كونا) -- أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان اليوم الثلاثاء تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها (الرياض) تهدف إلى معالجة تحديات المياه بشكل شمولي من خلال توحيد الجهود الدولية وتطوير حلول مبتكرة.
ودعا ولي العهد السعودي في افتتاح قمة (المياه الواحدة) بالرياض التي يشارك فيها وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتي الدكتور محمود بوشهري في العاصمة (الرياض) الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص إلى الانضمام للمنظمة والمساهمة في تحقيق أهدافها.
وأضاف أن القمة تنعقد بالتزامن مع استضافة المملكة مؤتمر الأطراف ال 16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي يهدف إلى الحد من تدهور الأراضي والجفاف مشيرا إلى أن الأراضي تعد الوعاء الرئيسي للمياه العذبة وأن العالم يواجه تحديات متزايدة من بينها ارتفاع معدلات الجفاف وأزمة نقص المياه الصالحة للاستخدام.
وأضاف ولي العهد السعودي أن المملكة أدرجت موضوعات المياه ضمن خارطة عمل مجموعة الدول العشرين (جي 20) في رئاستها عام 2020 وقدمت تمويلا تجاوز 6 مليارات دولار لدعم أكثر من 200 مشروع مائي حول العالم لافتا إلى استعداد بلاده لاستضافة المنتدى العالمي للمياه في دورته ال 11 عام 2027 بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه.
وأعرب عن أمله بأن تسهم جهود المجتمع الدولي في معالجة تحديات المياه بما يحقق الأهداف المشتركة في هذا المجال.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته في القمة أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات المياه كجزء أساسي من جهود التكيف مع التغيرات المناخية موضحا أن تسع من كل عشر حالات تتعلق بالتكيف مع المناخ ترتبط بالمياه من حيث ندرتها أو جودتها أو دوراتها المتغيرة.
وأشار ماكرون إلى أن 12 مليون هكتار من الأراضي تتدهور سنويا ما يؤثر على الإنتاج الغذائي ويزيد من أزمة المناخ والتنوع البيئي مؤكدا أن 60 بالمئة من المياه العذبة تمر عبر الحدود ما يجعل الحلول الوطنية غير كافية ويستدعي التعاون الدولي.
وذكر أن شخصا من كل أربعة أشخاص في العالم لا يحصل على مياه عذبة جيدة وأن النساء والفتيات في المناطق الفقيرة يقضين 200 مليون ساعة سنويا في البحث عن المياه مضيفا أن بلاده اعتمدت خطة وطنية لتقليل استهلاك المياه بنسبة 10 في المئة بحلول 2030 واستثمرت أكثر من 10 مليارات دولار لدعم مشاريع المياه حول العالم.
وشدد على أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجالات تحلية المياه وإعادة استخدامها داعيا إلى تحسين إدارة المياه في المدن والمناطق الريفية.
كما دعا ماكرون إلى المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في 2025 لتحقيق نجاح مشترك يعزز استدامة الموارد المائية.
بدوره قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في كلمة مماثلة إن أكثر من ملياري شخص في العالم يفتقرون إلى إمكانية الوصول لمياه الشرب بينما يعاني أكثر من أربعة مليارات شخص من ندرة المياه الحادة مشددا على ان هذا الواقع يدعو إلى استجابة دولية موحدة لضمان وفرة المياه للجميع.
وأوضح توكاييف أن كازاخستان دولة حبيسة تعلمت أهمية المياه بالطريقة الصعبة داعيا إلى معاملة المياه كموارد نادرة ووضع سياسات تركز على أمن المياه وحماية الموارد الطبيعية ومقاومة الكوارث.
وأكد أن حماية موارد المياه من الملوثات الصناعية والزراعية والكيميائية تتطلب تقدما تقنيا وتشريعات فعالة مشددا على أهمية زيادة قدرات تخزين المياه وتبني أنظمة ري مبتكرة لتحقيق الاستقرار في وفرة المياه.
وأعلن عن مقترح إقامة شراكة عالمية لتوحيد مراكز البحث لدراسة وحماية كتل الجليد والموارد الطبيعية التي تغذي البحيرات والأنهار مؤكدا أهمية تطوير أنظمة الإنذار المبكر لحماية المجتمعات من الفيضانات والسيول التي تؤثر على أكثر من خمسة مليارات شخص سنويا.
ودعا إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في إدارة المياه مشيرا إلى انضمام بلاده إلى تحالف ماء واحد لدعم الجهود الدولية في إدارة الموارد المائية.
كما أعلن الرئيس الكازاخستاني استضافة مؤتمر دولي حول المياه في عام 2026 بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤكدا أن أمن المياه يمثل التزاما أخلاقيا يتطلب حوارا دوليا متعدد المستويات ومبني على مبدأ التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتهدف القمة التي تأتي على هامش الدورة ال 16 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وجاءت بمشاركة دولية واسعة الى تعزيز حوكمة المياه العالمية والتصدي للتحديات المرتبطة بندرة المياه. (النهاية)
خ ن ش / م ع ح ع