القاهرة - 15 - 12 (كونا) -- أكد مفتي مصر الدكتور نظير عياد اليوم الأحد أهمية الفتوى في إرساء دعائم الأمن الفكري من خلال تعزيز الانتماء الوطني والشعور بالهوية وإرساء مبادئ المواطنة الشاملة التي تقوم على التعايش والتسامح وقبول التنوع الديني والعرقي والمجتمعي في الوطن الواحد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عياد لدى افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي تعقدها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للفتوى تحت عنوان (الفتوى وتحقيق الأمن الفكري) وتستمر يومين برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة واسعة من علماء ومفتين من مختلف دول العالم.
وقال عياد إن "الفتوى بمنزلة الحارس الأمين الذي يحرس الأمة من الفتن والاضطرابات والحيرة والبلبلة التي تنشرها الجماعات المتطرفة في المجتمع".
وحذر في هذا الصدد من "خطورة الجماعات المتطرفة على الأمن الفكري والمجتمعي على السواء" موضحا أنها "تغرس أفكارا منحرفة في العقول تجعل الإنسان مسخا مشوها بلا انتماء أو هوية غير الانتماء لها ولمصالحها الخبيثة".
وأضاف أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم في القاهرة ستقوم بالتواصل مع جميع دور وهيئات الفتوى بالعالم لرصد القضايا والإشكاليات الملحة عندهم والتعاون معهم بهدف بيان وجهة النظر الشرعية المناسبة لهذه القضايا بما سينعكس بشكل إيجابي على السلم والأمن الدولي والمجتمعي.
وأوضح عياد أن الأمانة العامة ستدشن العديد من البرامج المجتمعية التي تعنى بقضايا الأمن الفكري مع نشر الوعي بمخاطر منهجي "الإفراط والتفريط" وتداعياتهما السلبية على الأمن المجتمعي والتحذير من خطورة الاستقطاب نحو الأفكار المنحرفة وتعزيز القيم والمبادئ التي تعنى ببناء الإنسان بناء معرفيا وثقافيا وجسديا وروحيا.
وبين أن الهدف من الأمن الفكري هو حماية العقول الإنسانية من أي تطرف أو غلو في فهم النصوص الدينية أو تطبيقها بشكل خاطئ على أرض الواقع مؤكدا ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة وصيانة الأفكار من كل انحراف أو شذوذ فكري وبذل الجهود نحو تحصين الشباب من الاستقطاب الفكري.
وذكر أن هناك "تحديات جسيمة وخطرة تواجهنا في الواقع الذي نعيشه اليوم وتعد المهدد الرئيس لأمننا ومجتمعاتنا بشكل كبير" مشددا على أن التطرف نحو تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وتخويف الآمنين وترويعهم "ليس من الإسلام في شيء"
ولفت عياد إلى أن "الجماعات المتطرفة لا تمثل الإسلام في شيء وأنها كانت سببا رئيسا لوصف الإسلام بما ليس فيه".
وتسعى دار الإفتاء المصرية من خلال هذا الحدث الدولي الى تسليط الضوء على دور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة بما يساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وتهدف الندوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية على مستوى العالم وصياغة رؤى ومقترحات لتطوير منهجية الإفتاء بما يتلاءم مع التحديات المعاصرة. (النهاية)
ا س م / م خ