القاهرة- 16 - 12 (كونا) -— أكدت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة اليوم الأثنين أهمية تعزيز حقوق الإنسان وترسيخ مبادئها في المنطقة العربية.
جاء ذلك بكلمة للسفيرة أبوغزالة خلال انطلاق أعمال الدورة 26 للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان الخاصة لمناقشة التقرير الأول لسلطنة عمان بمشاركة رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان السفير طلال المطيري.
وقالت أبو غزالة إن الأحداث الحالية تلقي بظلالها على واقع حقوق الإنسان في العالم العربي ما يتطلب تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التداعيات وحماية حقوق الشعوب المتضررة من النزاعات والعمل على ترسيخ قيم السلام والتنمية المستدامة .
وأكدت اهمية تعزيز العمل المشترك لترسيخ قيم السلام والتنمية المستدامة مبينة أن المنطقة العربية تواجه تحديات جسيمه على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشادت بجهود لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان التي أصبحت نموذجا يحتذى به في الالتزام والمثابرة والعمل المشترك.
وقالت السفيرة أبو غزالة ان اللجنة تسهم إلى النهوض بالممارسات الحقوقية وترقيتها بما يتماشى مع المعايير الدولية من خلال التعاون والتنسيق مع الدول الاطراف لبناء بيئة تضمن كرامة الإنسان وتعزز العدالة الاجتماعية وتكفل المساواة والتعددية.
وأضافت أن هذه الجهود تعزز من وعي المجتمعات بأهمية حقوق الإنسان كركيزة أساسية لبناء مستقبل مستدام وتضع أسسا متينة لتطوير سياسات وبرامج تدعم تمكين الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
وأثنت على التجربة الرائدة لسلطنة عمان في مجالات متعددة من حقوق الإنسان تلك التجربة التي تجسد روح الابتكار والتفاني في بناء مجتمع متوازن قائم على قيم العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية.
وذكرت السفيرة أبوغزالة ان السلطنة وضعت الإنسان في صدارة أولوياتها فجعلته محور التنمية وغايتها وظهر هذا الالتزام بجلاء في جهود تمكين المرأة التي باتت شريكا أساسيا في مختلف القطاعات مع ترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين كركيزة للتقدم.
وأشارت إلى أن السلطنة أثبتت أنها مثال يحتذى به في تحويل المبادئ النظرية إلى سياسات عملية تترجم الالتزامات الدولية إلى إنجازات ملموسة تراعي احتياجات الإنسان وتحترم حقوقه مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة في مجال حقوق الإنسان.
من جهته قال رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المستشار جابر المري في كلمته إن الاجتماع "كشركاء في مسيرة حقوق الإنسان لمناقشة التقرير الأول لسلطنة عمان تلك الدولة التي لطالما جسدت تاريخا عريقا من القيم الإنسانية النبيلة والتسامح ونموذجا يحتذى به في الالتزام بمبادئ ميثاقنا العربي لحقوق الإنسان".
ولفت الى دور السلطنة المحوري في المصالحات الإقليمية بسبب حكمتها التاريخية وقيمها الإنسانية الراسخة مبينا إن التزام السلطنة "بالحوار والتهدئة يجعلها نموذجا يحتذى به في تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب."
وأضاف انه "يبقى الأفق العربي مثقلا بغيوم المعاناة الإنسانية التي تخيم على مناطق عدة في وطننا الكبير وإن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهلنا في غزة وجنوب لبنان جراء العدوان والتدمير الممنهج ليست مجرد أرقام أو أخبار عابرة بل هي جراح نازفة تمثل نداء عاجلا لكل ضمير حي وأن هذه المآسي تذكرنا بواجبنا الأخلاقي والإنساني وتدفعنا نحو تعزيز التضامن العربي" كأفعال ملموسة ترسخ قيم العدالة وتنقذ الأرواح وتعيد الأمل.
وأبرز المري أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا حكومات ومؤسسات وشعوبا لا تقتصر على تخفيف وطأة المعاناة بل تمتد لتشمل العمل الدؤوب على دعم حقوق الإنسان وصون الكرامة الإنسانية وضمان أن تكون قيم العدل والمساواة أساسا لمستقبل أكثر إنصافا لكل عربي في أي بقعة من أرضنا الممتدة.
وتناقش أعمال الدورة (26) للجنة التقدم الذي أحرزته سلطنة عمان في مجال تنفيذ التزاماتها القانونية وفق الميثاق وبمحاور عدة منها (غايات الميثاق والحق في الحياة والسلامة البدنية والحق في المساواة وعدم التمييز والحريات المدنية والسياسية ومكافحة الرق والاتجار بالأشخاص والقضاء وحق اللجوء إليه والحق في حرية الرأي والتعبير والحق في الصحة والحق في التعليم وحماية الاسرة وخاصة النساء والأطفال وغيرها) وفقا لأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان. (النهاية)
م ف م / أ ب غ