الدوحة - 16 - 12 (كونا) –- عقد اليوم الاثنين اجتماع المجموعة السياسية الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة دولة الكويت.
وقالت وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية مريم المسند في كلمة لها إن "الشراكات الدولية ليست مجرد خيار نلوذ به حين تشتد الأزمات بل هي جوهر وجودنا الإنساني وواجب أخلاقي يستلزم منا أن نرتقي بروحنا الجماعية لتحقيقه إعلاء لروح العمل الإنساني المشترك".
وأكدت أن دولة قطر على يقين تام بمسار التعاون والشراكة كطريق وحيد نحو إنهاء الويلات المتتابعة على شعوب العالم مشيرة إلى ان مبادرة إسطنبول للتعاون ولدت لتقوم على أسس العمل المشترك والإرادة الجماعية الراسخة وتثبيت أعمدة أمن الإنسان وكرامته.
وبينت أن دولة قطر بصفتها عضوا أصيلا في مبادرة إسطنبول للتعاون تؤمن بأن تحقيق الأمن الإقليمي والعالمي يتطلب نهجا شموليا يتجاوز الحلول العسكرية التقليدية ليمتد نحو مناهضة الظلامية وتعزيز وعي المجتمعات بمبادئ السلام والتعايش الإنساني ويشمل ذلك تعزيز التنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان ودعم الشعوب في تحقيق تطلعاتها المشروعة.
وأضافت أن العلاقات بين دولة قطر وحلف شمال الأطلسي شهدت على مدار السنوات الماضية تطورا ملموسا عكسه تبادل الزيارات والمشاركة الفاعلة لدولة قطر في جميع الأنشطة التي تهدف لتعزيز التعاون بين الجانبين مشيرة الى استضافة دولة قطر في مارس 2015 المؤتمر السنوي لحلف الناتو الخاص بالحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وكانت تلك المرة الأولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر خارج أوروبا.
وأوضحت أن قطر هي الدولة الوحيدة ضمن إطار "مبادرة إسطنبول للتعاون" التي اجتازت جميع مراحل "برنامج المواءمة العملياتية لحلف الناتو" وهو إنجاز يسلط الضوء على عمق الشراكة بين الجانبين وأهمية قطر كحليف وشريك استراتيجي.
وقالت إنه "في ظل ما يشهده العالم اليوم من أزمات متلاحقة وصراعات تهدد الاستقرار وتترك ندوبا عميقة بفعل الأزمات الإنسانية وواقع الصراعات المدوية فقد حانت اللحظة لعقد العزم والنوايا المشتركة لكي تتضافر جهودنا لإيجاد حلول شاملة ومستدامة".
ولفتت المسند إلى أن الحروب التي تشهدها غزة ولبنان إلى جانب الأوضاع في سوريا واليمن والسودان تشكل تهديدا يتجاوز حدود المنطقة ليطال الأمن العالمي مسببا موجات من الهجرة غير الشرعية والنزوح الجماعي وتدفق اللاجئين بصورة كبيرة ونمو بيئات خصبة لتوغل الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأكدت الحاجة إلى مواجهة هذه التحديات بصلابة وحسم ليس فقط بالقوة الأمنية ولكن أيضا بتعزيز قوة الفكر المستنير ومقاومة الفوضى عبر تعزيز قيم العدل والسلام والتراحم الإنساني والعمل على معالجة جذور الأزمات بعمقها الفكري وسياقاتها الفلسفية الى جانب توحيد الجهود المشتركة لبناء مستقبل يلبي تطلعات الشعوب.
وتقدمت المسند بالتهنئة لخافيير كولومينا على تعيينه كأول ممثل خاص للأمين العام لحلف الناتو للجوار الجنوبي متمنية له كل النجاح في مهمته كما هنأت الجميع بمرور 20 عاما على انطلاق هذه المبادرة معربة عن أملها في أن تظل منارة للتعاون المثمر بين أعضائها ساعية لتحقيق السلام والأمن الذي تنشده الشعوب.
وانطلقت مبادرة اسطنبول للتعاون خلال قمة رؤساء الدول والحكومات في العاصمة التركية أنقرة في يونيو عام 2004 بهدف المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار لاسيما في منطقة الشرق الأوسط على المدى الطويل من خلال عرض للتعاون العملي بين دول الشرق الأوسط الموسع والناتو في مختلف المجالات الأمنية. (النهاية) س س س / م م ج