نيويورك - 17 - 12 (كونا) -- طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الثلاثاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جميع أنشطتها الاستيطانية في الجولان السوري المحتل واصفا إياها بغير القانونية.
جاء ذلك في إحاطة قدمها بيدرسون عبر الاتصال المرئي من دمشق أمام اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في سوريا وذلك لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وشدد بيدرسون على صون سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووجوب وقف الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال عليها مشيرا إلى ورود تقارير حول خطة مجلس الوزراء الإسرائيلي لتوسيع المستوطنات في الجولان.
وقال إن سوريا تواجه "واقعا جديدا تماما" بعد سقوط نظام الأسد الذي حكمها لمدة 54 عاما لافتا إلى أن الفترة الحالية هي الوقت المناسب "من أجل طمأنة جميع السوريين بأن حصتهم في المستقبل واضحة وأنها سوف تتجسد في ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة".
وعبر المبعوث الأممي عن تعازيه الصادقة إلى "مئات الآلاف من السوريين الذين فقدوا أحباءهم خلال نحو 14 عاما من الصراع وتضامني مع الملايين الذين واجهوا النزوح والنفي والدمار والاعتقال والإساءة والمعاناة والخسارة خلال الصراع".
وتطرق إلى لقائه بمجموعة من الجهات الفعالة وتواصله المستمر مع السوريين مؤكدا أنه يستمع إلى "آمال ومخاوف".
ونبه بيدرسون أيضا إلى أن الشعب السوري يشعر بالقلق إزاء المستقبل قائلا إن "التحديات التي تنتظرنا هائلة وأخشى أنه إذا لم يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل صحيح من قبل السوريين والمجتمع الدولي فإن الأمر قد يتحول إلى الأسوأ مرة أخرى".
وأشار إلى التحديات التي تواجه سوريا في الوقت الراهن بما فيها أن "الصراع لم ينته بعد" علاوة على الحجم الهائل للاحتياجات حيث دمر هذا الصراع المروع اقتصاد سوريا وبنيتها التحتية وبات يعيش 90 بالمئة من السوريين في فقر.
وسلط المسؤول الأممي الضوء على التحدي الآخر السياسي داعيا إلى ضمان أن العملية السياسية لا تزال على المسار الصحيح لتجنب "حالة عدم استقرار جديدة".
وحدد في هذا السياق مجموعة من المتطلبات بما فيها أن السوريين يحتاجون إلى انتقال منظم يوفر الحفاظ على مؤسسات الدولة التي تخدم مصالحهم وتوفر لهم الخدمات الأساسية.
وأضاف أن ذلك الانتقال يجب أن يكون موثوقا به وشاملا وأن يكون هناك دستور جديد يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم (2254) فضلا عن انتخابات حرة ونزيهة تشمل جميع السوريين.
وختم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا بالإشارة كذلك إلى لقائه مع نساء سوريات في دمشق مشددا على ضرورة "أن تكون النساء السوريات جزءا من عملية الانتقال نفسها وإلا فلن يمكن اعتبارها عملية شاملة". (النهاية)
ع س ت / ر ج