نيويورك - 18 - 12 (كونا) -- اعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري اليوم الأربعاء أن العقاب الجماعي المستمر للشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي "غير مبرر" مجددا الدعوة إلى الوقف الفوري للقتال في غزة لدواع إنسانية.
وقال خياري في كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية إن إيقاف إطلاق النار في غزة "تأخر كثيرا" داعيا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع.
وشدد على أنه لا يوجد ما يبرر القتل المتعمد وتشويه وتعذيب واختطاف المدنيين وغيرهم من الأشخاص المحميين ولا استخدام العنف الجنسي ضدهم مشيرا إلى أن "الدمار واسع النطاق والحرمان الناتج عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة وخاصة حول جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون يجعل ظروف الحياة غير محتملة للسكان الفلسطينيين هناك".
وأعرب خياري عن إدانته لاستخدام قوات الاحتلال للأسلحة المتفجرة واسعة التأثيرات في المناطق المكتظة بالسكان وقتل وإصابة المدنيين على نطاق واسع والحرمان من الضروريات للبقاء على قيد الحياة.
وعبر كذلك عن قلقه إزاء "ما قد يرقى إلى انتهاكات للقانون الدولي الإنساني في إدارة الأعمال العدائية بما في ذلك عدم الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجمات وضد آثار الهجمات".
وشدد المسؤول الأممي على أن "القانون الدولي الإنساني ينطبق دائما على جميع أطراف النزاع ولا يعتمد تطبيقه على المعاملة بالمثل وأن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب أن تكون هناك مساءلة كاملة عن أي جرائم فظيعة ارتكبت".
وحول الضفة الغربية أعرب خياري عن انزعاجه من "التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمر" بما في ذلك في القدس الشرقية "الأمر الذي يؤجج التوترات ويعيق وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم ويهدد قابلية بقاء دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ومتصلة وذات سيادة في المستقبل".
وحث في هذا الصدد سلطات الاحتلال على إيقاف جميع أنشطة الاستيطان على الفور فضلا عن هدم ومصادرة المباني المملوكة للفلسطينيين بما في ذلك المشاريع الإنسانية الممولة دوليا ومنع تهجير الفلسطينيين وفقا لالتزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي.
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفوري للحكومة الفلسطينية لمعالجة تحدياتها المالية وتعزيز قدرتها على الحكم وإعدادها "لاستئناف مسؤولياتها في غزة".
ونبه إلى أنه "يتعين علينا إنشاء أطر سياسية وأمنية قادرة على معالجة الكارثة الإنسانية والبدء في التعافي المبكر وإعادة بناء غزة وإرساء الأساس لعملية سياسية لإنهاء الاحتلال وإقامة حل الدولتين القابل للتطبيق في أقرب وقت ممكن".
وختم المسؤول الأممي كلمته بالقول "إن الدمار والبؤس الذي شهدناه في العام الماضي أكدا أنه لم يعد بإمكان الطرفين الانتظار لتأسيس أفق سياسي قابل للاستمرار والآن هو الوقت المناسب لوضع الأسس لمستقبل أفضل". (النهاية)
ع س ت / ر ج