واشنطن - 2 - 1 (كونا) -— نفى مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي أي) اليوم الخميس التوصل حتى الآن إلى "رابط حاسم" بين الهجوم الذي راح ضحيته 15 شخصا خلال احتفالات رأس السنة بمدينة (نيو اورليانز) في ولاية لويزيانا وانفجار شاحنة بعد عدة ساعات خارج فندق (ترامب) في مدينة (لاس فيغاس) بولاية نيفادا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده في مدينة (نيو اورليانز) كل من نائب مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي كريس رايا وحاكم لويزيانا جيف لاندري وعمدة المدينة لاتويا كانتريل.
وأشار رايا إلى وجود مقطع فيديو من كاميرات المراقبة في (نيو أورليانز) يظهر المشتبه فيه وهو يزرع عبوتين ناسفتين في مكان الحادث قبل أن يغادر المكان ثم يعود مجددا مستقلا الشاحنة لتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح العشرات قبل أن يترجل من المركبة ويفتح النار عشوائيا ويشتبك مع الشرطة التي تمكنت من تحييده في المكان.
وأكد رايا أن سلطات إنفاذ القانون "واثقة" من أن المشتبه فيه شمس الدين جبار (42 عاما) من ولاية تكساس وهو أمريكي المولد وسبق أن خدم في الجيش الأمريكي "تصرف بمفرده" فيما يعرف بعمليات "الذئب المنفرد" بخلاف ما عبرت عنه السلطات المسؤولة عن التحقيق أمس عندما صرحت بأنها تبحث في إمكان أن يكون لديه شركاء.
كما لفت إلى أن جبار "أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن انتمائه إلى ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)" مؤكدا "أن هذا عملا إرهابيا فقد كان متعمدا وشريرا".
من جهته أفاد الحاكم لاندري بأنه أعلن صباح اليوم "حالة الطوارئ العامة" في الولاية وهو ما من شأنه السماح للوكالات الفيدرالية وجهات إنفاذ القانون المحلية بتعبئة جميع الموارد اللازمة للحفاظ على أمن المدينة.
وأضاف لاندري أنه أمر كذلك "بتعبئة شركة أمنية خاصة لمساعدة الشرطة في نيو أورليانز وولاية لويزيانا ومكتب التحقيقات الفيدرالي".
بدورها قالت العمدة كانتريل إن شارع (بوربون) الذي شهد حادث الدهس تم فحصه بالكامل و"تطهيره" من قبل (اف بي آي) من أي خطر محتمل وذلك في وقت مبكر من صباح الخميس.
وأكدت كانتريل "أن الثقة موجودة لإعادة فتح شارع بوربون" قبل مباراة (شوغار بول) وهي مباراة كرة قدم جامعية سنوية ستقام في نيو أورليانز بعد ظهر اليوم بعدما كانت مقررة أمس وتم تأجيلها بسبب الحادث.
وفيما يتعلق بحادث انفجار شاحنة من طراز (تيسلا) صباح أمس أمام فندق ترامب في لاس فيغاس والذي أدى الى مقتل سائقها وإصابة سبعة أشخاص صدف وجودهم في المكان قالت شرطة نيفادا في مؤتمر صحفي إن "شاحنة (تسلا سايبرترك) تم استئجارها في 28 ديسمبر بمدينة دنفر في ولاية كولورادو".
وأشارت الشرطة إلى أنه تم تتبع رحلة الشاحنة التي تحقق السلطات بانفجارها باعتباره "هجوما إرهابيا محتملا" من محطة شحن بطاريات السيارات الكهربائية إلى أخرى أثناء توجهها الى لاس فيغاس غير أنها امتنعت عن إيضاح كيفية توصلها إلى البيانات من محطات الشحن أو مدى توافر البيانات عن تلك المحطات.
وكانت شبكة (سي بي اس) الإخبارية الأمريكية قد نقلت عن مصادر من سلطات إنفاذ القانون قولها إنها تمكنت من تحديد هوية الشخص الذي استأجر الشاحنة التي انفجرت أمام فندق ترامب.
وقالت المصادر التي لم تكشف الشبكة عن هوياتها إنه يدعى ماثيو آلان ليفيلزبرغر (37 عاما) وهو رقيب استخبارات في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي وهو يخدم حاليا في ألمانيا لكنه كان في إجازة بولاية كولورادو وقت وقوع الحادث.
وفي هذا الخصوص أكد المسؤولون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نيفادا أن سائق شاحنة (تسلا سايبرترك) التي انفجرت يوم الأربعاء وجد مصابا بطلق ناري في الرأس ما يرجح أنه أطلق النار على نفسه.
وأشاروا إلى أن التأكيد بشكل قاطع ما إذا كان ليفيلزبرغر الذي استأجر الشاحنة هو نفسه الذي وجد فيها لا يزال يتطلب صدور نتائج اختبار الحمض النووي وسجلات الاسنان وذلك بسبب الأضرار الكبيرة التي حلت بجثته بفعل الانفجار.
وتحظى حادثتا الأمس باهتمام رسمي وشعبي كبير في الولايات المتحدة وهو ما يظهر على وجه الخصوص من خلال تلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن إحاطات بشأنها بشكل متواصل.
كما تنعكس أهمية حادثة (نيو اورليانز) على وجه التحديد في عقد بايدن بوقت سابق من اليوم اجتماعا في "غرفة العمليات" بالبيت الأبيض مع فريق وزارة الأمن الداخلي الذي يحققق فيهما إلى جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة النارية وقسم الأمن القومي بوزارة العدل ومكتب المدعي العام الأمريكي (وزير العدل) والسلطات الولائية. (النهاية)
ر س ر / ر ج