الدوحة - 5 - 1 (كونا) -- أكدت دولة قطر اليوم الأحد "تعاظم أهمية" العمل المشترك لضمان توفير التعليم "الجيد والشامل" في ظل التحديات التي تواجه بعض الدول العربية بسبب "الأزمات والصراعات".
جاء ذلك في كلمة ألقاها وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية الدكتور إبراهيم النعيمي في افتتاح مؤتمر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ال14 لوزراء التربية والتعليم العرب الذي تستضيفه الدوحة على أمد ثلاثة أيام تحت شعار (التعليم الشامل وتمكين المعلمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي).
وقال النعيمي إن المؤتمر الذي تنظمه (ألكسو) بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم "يمثل منصة فريدة تتيح للقيادات التعليمية فرصة لتبادل الخبرات واستعراض التجارب الناجحة والاطلاع على أحدث المستجدات التربوية" كما يوفر فرصة لبناء شراكات فاعلة مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في مجال التعليم.
ووصف التعليم بأنه "الأداة التمكينية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا سيما الهدف الرابع الذي ينص على ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع".
وأكد أن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة بل هو أساس يتيح للفرد أن يحقق إمكاناته الكاملة ويعزز من رفاهية المجتمع ككل مشددا على أهمية توفير تعليم شامل يصل للجميع دون تمييز سواء من حيث الجنس أو العرق أو الإعاقة أو الوضع الاقتصادي.
وأضاف النعيمي أن التعليم الشامل يتطلب تبني استراتيجيات مبتكرة تتجاوز الفصول الدراسية التقليدية مشيرا إلى أهمية العمل على توفير بيئات تعليمية تدعم جميع الطلاب بما في ذلك أولئك الذين يواجهون تحديات خاصة مما يساعد في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة ويسهم في تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.
وأوضح أنه في ظل التطورات السريعة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بات من الضروري توفير أنظمة تعليمية مرنة قادرة على مواكبة هذا التقدم مع مواجهة التحديات المرتبطة بالاستخدام غير الآمن للتكنولوجيا.
وقال النعيمي إن الالتزام بتعزيز التعليم الشامل والتعليم الرقمي لا يقتصر فقط على الحكومات بل يتطلب أيضا إسهاما فاعلا من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
من جانبه ذكر مدير قطاع التربية في (ألكسو) الدكتور رامي إسكندر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية إن شعار المؤتمر (التعليم الشامل وتمكين المعلمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي) يمثل "رسالة تنطوي على معان عميقة تعكس التحديات والتطلعات المشتركة".
وأوضح أن الشعار يأتي تأكيدا على مدى الانسجام مع "الاستراتيجيات والخطط الوطنية في مجال التربية والتعليم والنهج الفكري الذي تنتهجه (ألكسو) للمراهنة على قطاع التربية والتعليم في دولنا العربية وجعله في صلب جهود التنمية المستدامة".
وقال إسكندر إن "التعليم يشهد تحولات غير مسبوقة وبقدر ما ندرك عمق التحديات التي نواجهها فإننا نثمن عاليا ما توفره لنا هذه اللقاءات العربية المشتركة من فرص مهمة لتعزيز التشاور والتعاون العربي وكسب الرهانات".
وأكد أن "التعليم الشامل" يعد "برنامجا عربيا طموحا يضم مجموعة من المشروعات والأنشطة المختلفة" إذ تسعى (ألكسو) من خلاله إلى تقديم خطط واستراتيجيات وبرامج تدريبية تدعم الجهود الوطنية في توفير نظم تعليمية قادرة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وضمان الإنصاف التربوي.
وأضاف أن هذه الجهود ستسهم في تعزيز عجلة التحول التربوي بما يتماشى مع مخرجات قمة تحويل التعليم الدولية لعام 2022 وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لتحقيق الاندماج الاجتماعي وتعزيز قيم التسامح والتعايش وبناء مجتمعات أكثر تماسكا وقدرة على مواجهة التحديات.
وحول تمكين المعلمين أشار إسكندر إلى أن هذا الملف يعد بمثابة "جوهر العملية التعليمية" وأحد أفضل مداخل التطوير والتحول التعليمي مشددا على أن "المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة بل هو ملهم ومحرك للتغيير المجتمعي".
وأكد إسكندر كذلك التزام (ألكسو) بدعم التعليم في الوطن العربي عبر رؤى استشرافية تستند إلى تحليل عميق للتحديات واستثمار الفرص مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية يتمثل أولها بتطوير استراتيجيات تعليمية تستشرف المستقبل وتأخذ بعين الاعتبار التحولات التكنولوجية والاجتماعية المتسارعة كون التحول الرقمي يعد أولوية قصوى حيث تسعى المنظمة إلى تعزيز جهود الدول العربية في استخدام التكنولوجيا في التعليم وتوفير أدوات مبتكرة تسهم في تحسين مخرجات التعلم.
وأضاف أن المحور الثاني يتمثل بتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال التعليم من خلال إنشاء منصات للتواصل وتبادل الخبرات بين صانعي القرار ومتخصصي التربية وتنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق التكامل العربي في هذا المجال مشيرا إلى أن المحور الثالث يرتبط بالاستثمار في بناء قدرات الأطر التربوية عبر برامج تدريبية نوعية تهدف إلى رفع كفايتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة.
يذكر أن المؤتمر ينعقد بمشاركة وزراء التربية والتعليم في الدول العربية أو ممثليهم إلى جانب ممثلين للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية إضافة إلى نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التربية والتعليم.
ويتناول المؤتمر الذي يأتي تنفيذا لقرار المؤتمر العام ال13 لمنظمة (ألكسو) الذي عقد في العاصمة المغربية (الرباط) في مايو 2023 عددا من المحاور الاستراتيجية من أبرزها سبل توفير التعليم الشامل والمستدام للجميع وتحقيق العدالة في الوصول إلى فرص تعليمية عالية الجودة مع التركيز على دمج ذوي الإعاقة في المنظومة التعليمية.
ويبحث المؤتمر كذلك قضايا التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز التعليم وتطويره ودعم البحث والابتكار كما يتناول تمكين المعلمين وتطوير قدراتهم لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في العملية التعليمية.
ويعد المؤتمر منصة عربية رفيعة المستوى لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في قطاع التربية والتعليم ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع وتطوير السياسات والمناهج التعليمية وتحسين البنية التحتية للنظم التربوية ودعم مسيرة التحول الرقمي والابتكار في التعليم بما يخدم أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية. (النهاية) م ع ع