فيينا - 6 - 1 (كونا) -- أعلن الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين اليوم الاثنين تكليف زعيم حزب (الأحرار) اليميني المتطرف هربرت كيكل بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
جاء ذلك بعدما استقبل فان دير بيلين زعيم حزب (الأحرار) في قصر (هوفبورغ) إثر فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي ثلاثي بين أحزاب (الشعب النمساوي) المحافظ و(الاشتراكي الديمقراطي) و(نيوس) الليبرالي.
وأكد فان دير بيلين في تصريح بثه التلفزيون النمساوي أهمية تشكيل حكومة تتمتع بأغلبية مستقرة في البرلمان مشيرا إلى أن التعاون بين حزبي (الأحرار) و(الشعب) أصبح ممكنا بعد تراجع الأخير عن موقفه السابق الرافض للتحالف مع حزب (الأحرار) بقيادة كيكل.
وقال إن كيكل أعرب من جانبه استعداده لتحمل المسؤولية والعمل على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه النمسا موكدا أهمية التعاون مع حزب (الشعب) لتحقيق الاستقرار المطلوب.
يذكر أن هذه ستكون المرة الأولى في تاريخ النمسا التي يستلم فيها حزب من أقصى اليمين قيادة الحكومة.
وجاء هذا التكليف في خطوة تهدف إلى إنهاء الجمود السياسي المستمر في النمسا منذ الانتخابات البرلمانية في سبتمبر الماضي بعد فشل محاولات تشكيل ائتلاف حكومي بين أحزاب (الشعب) و(الاشتراكي الديمقراطي) و(نيوس) ما أدى إلى استقالة المستشار كارل نيهامر من منصبه.
ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بين حزبي (الأحرار) و(الشعب) قريبا حيث سيقدم كيكل تقارير دورية للرئيس حول تقدم المحادثات.
يذكر أن النمسا تواجه تحديات اقتصادية متعددة بما في ذلك الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الصراعات الإقليمية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تغيرات سياسية داخلية حيث أعلن حزب (الشعب) تعيين كريستيان ستوكر زعيما مؤقتا له خلفا لنيهامر ما يمهد الطريق لمفاوضات جديدة مع حزب (الأحرار).
ويبقى المشهد السياسي النمساوي مفتوحا على احتمالات متعددة حيث يترقب المواطنون نتائج هذه المفاوضات وما ستسفر عنه من تشكيل حكومي قادر على مواجهة التحديات الراهنة. (النهاية) ع م ق / م ع ع