واشنطن - 7 - 1 (كونا) -- فرضت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عقوبات على قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي" لضلوعه في جرائم الإبادة وشددت على أنها لا تدعم أيا من المتحاربين لكنها ستعاقب أي طرف تغذي أفعاله هذا الصراع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان صحفي أصدرته الوزارة إنه بناء على التقييم الذي خلص إليه في ديسمبر 2023 (حوالي ثمانية أشهر بعد اندلاع الحرب في السودان) فإن "أفراد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا" كما اتهم البيان الجيش السوداني أيضا بارتكاب تلك الجرائم.
وذكر البيان أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها "واصلت توجيه هجمات ممنهجة ضد المدنيين من الرجال والنساء والفتيان حتى الرضع "من مجموعات عرقية معينة".
وأضاف أنها "استهدفت كذلك المدنيين الفارين وقتلت الأبرياء الهاربين من الصراع ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة" مجددا التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الفظائع.
وفي بيان آخر ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات الأمريكية على حمديتي فرضت "لدوره في الفظائع المنهجية المرتكبة بحق الشعب السوداني".
وأوضحت أن العقوبات "تشمل أيضا سبع شركات يملكها بالإضافة إلى شخص آخر بتهمة شراء الأسلحة لقوات الدعم السريع".
وأضافت أن تلك العقوبات تحظر على حميدتي وأفراد أسرته المباشرين دخول الولايات المتحدة.
وقالت إن حميدتي تجاهل عمدا الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي الإنساني وإعلان جدة لعام 2023 للالتزام بحماية المدنيين في السودان.
وأضافت أنه تجاهل عمدا مدونة قواعد السلوك لعام 2024 التي أنتجتها مبادرة تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان التي تتضمن التزامات بالسماح بمرور الإغاثة الإنسانية من دون عوائق ومنع جرائم الحرب.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة لا تدعم أيا من طرفي الصراع لكن تلك العقوبات "جزء من جهودنا المتواصلة لتعزيز المساءلة لجميع الأطراف المتحاربة التي تغذي أفعالها هذا الصراع".
وتابع "الولايات المتحدة لا تدعم أيا من جانبي هذه الحرب ولا تعني هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع دعما أو تأييدا للقوات المسلحة السودانية", وأضاف أن "الطرفين المتحاربين يتحملان مسؤولية العنف والمعاناة في السودان ويفتقران إلى الشرعية اللازمة لحكم سودان سلمي في المستقبل".
ولفت إلى أن واشنطن "تواصل تقييم الإجراءات الإضافية لفرض التكاليف على أولئك الذين يديمون الصراع والفظائع ضد الشعب السوداني".
كما أكد مواصلتها "دعم الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته إلى مستقبل ديمقراطي سلمي وعادل وشامل" مذكرا بإعلانه في ديسمبر الماضي عن تقديم الولايات المتحدة "30 مليون دولار لدعم الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوداني".
وبدأ الصراع العسكري في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ولا يزال مستمرا على رغم من الجهود العربية والدولية الحثيثة لإنهائه وإنقاذ وإغاثة الشعب السوداني.
وخلفت الحرب بين الجانبين عشرات الآلاف من القتلى وشردت 12 مليون شخص من بينهم 1ر3 ملايين نزحوا خارج السودان وفقا للمنظمة الدولية للهجرة وهو ما وصفته الأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. (النهاية) ر س ر / ه س ص