من خالد المطيري
الكويت - 8 - 1 (كونا) -- ساهمت المنظمة العربية للطاقة (أيه.إي.أو) - أوابك سابقا - على مدى 57 عاما في تعزيز التعاون بمجالات الطاقة بين الدول العربية حتى أضحت رافدا مهما في دعم مسيرة العمل العربي المشترك ككل.
وأسست منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في 9 يناير 1968 بموجب الاتفاقية التي أبرمت في مدينة بيروت بين كل من المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا (المملكة الليبية آنذاك) بشأن إنشاء منظمة عربية إقليمية متخصصة ذات طابع دولي واختيرت الكويت لتكون مقر المنظمة.
وأخذت عضوية المنظمة في التوسع منذ عام 1970 لتضم كل من الامارات العربية المتحدة وقطر ومملكة البحرين والجزائر وانضم إليها في عام 1972 كل من سوريا والعراق ثم انضمت إليها مصر في عام 1973 وتونس عام 1982 بيد أن عضويتها علقت في عام 1986.
وبهذه المناسبة أكد الأمين العام للمنظمة جمال اللوغاني في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء أن هدف المنظمة الرئيسي هو تعاون الدول الأعضاء بمختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول وتحقيق أوثق العلاقات فيما بينهم في هذا المجال وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائها المشروعة في هذه الصناعة منفردين ومجتمعين.
وأشار اللوغاني إلى سعي المنظمة إلى توحيد الجهود لتأمين وصول البترول إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومعقولة وتوفير الظروف الملائمة للصناعة البترولية في الدول الأعضاء.
وذكر أن المنظمة تركز على التعاون بين الدول الاعضاء بقصد تحقيق المصالح والمنافع الاقتصادية المشتركة وقد تم ذلك عن طريق تأسيس مجموعة من الشركات المنبثقة عن الدول الأعضاء في المنظمة مبينا أنه وعلى مدى العقود الماضية ساهمت الشركات العربية المنبثقة بصورة فاعلة في تعزيز مسيرة الصناعة البترولية العربية.
وأضاف أنه مع تطور صناعة الطاقة وتزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة واستحداث كثير من التشريعات البيئية الصارمة والاهتمام بقضايا البيئة وتغير المناخ أصدر مجلس وزراء المنظمة القرار رقم 9/109 في 12 ديسمبر 2022 بشأن مراجعة وتطوير نشاطات المنظمة وأهدافها وحتى تسميتها.
وأوضح أن الهدف من هذا القرار هو مواكبة ما يحدث من تطورات على صعيد الصناعة وتكنولوجيا انتاج الطاقة والتشريعات البيئية ولتتمكن دول المنظمة من لعب دور أكبر وأكثر فاعلية وفق رسالة ورؤية عصرية أكثر شمولا وقدرة على مواجهة تحديات هذا العصر.
وأضاف أنه وبعد عامين من العمل الدؤوب تم خلال الاجتماع الوزاري رقم 113 لمنظمة (أوابك) الذي عقد في 15 ديسمبر 2024 بالكويت قامت الدول الأعضاء في المنظمة بالتوقيع على قرار "تاريخي غير مسبوق" يتعلق بإعادة هيكلتها وإعادة صياغة اتفاقية إنشائها وتطوير أعمالها وتغيير اسمها إلى المنظمة العربية للطاقة (أيه.إي.أو).
وأكد اللوغاني أن هذا القرار يعطي الضوء الأخضر للأمانة العامة للمنظمة لمواصلة جهود تطوير نشاطاتها وأعمالها بعد إقرار المرحلة الأولى من مشروع تطوير أعمال ونشاط المنظمة التي تضمنت التعديلات المقترحة على اتفاقية إنشاء المنظمة علما بأن التعديلات الجوهرية المقترحة على الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ فور الانتهاء من اعتمادها من الجهات التشريعية بحسب الإجراءات النظامية لكل دولة من الدول الأعضاء.
وأوضح أن قرار إعادة هيكلة المنظمة وإعادة صياغة اتفاقية إنشائها وتطوير أعمالها وتغيير اسمها تم بناء على اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن تنفيذ القرار تطلب إجراء دراسة دقيقة وتقييم شامل للتطورات والتحديات التي شهدها قطاع الطاقة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية خاصة خلال السنوات القريبة الماضية حيث فرضت التحولات المتسارعة التي شهدها ويشهدها قطاع الطاقة مراجعة وتطوير نشاطات وأهداف المنظمة لتشمل جميع المجالات المندرجة ضمن قطاع الطاقة والمتعلقة به.
وأفاد بأن القرار يهدف أيضا إلى تعزيز دور المنظمة كمحفز للتعاون وتبادل الخبرات فيما يتعلق بشؤون الطاقة وقضاياها وبحث الفرص ومواجهة التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي والإسهام في بناء الكفاءات والقدرات الوطنية للدول الأعضاء في قطاع يشكل ركيزة أساسية لاقتصادات هذه الدول.
وأكد أن الأمانة العامة للمنظمة ستعمل جاهدة وستبذل قصارى الجهد لإنجاز جميع عناصر خطة تطوير المنظمة في القريب العاجل مثمنة الدعم الذي تجده من الدول الأعضاء ممثلة في وزراء الطاقة والنفط وأعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة.
وقال اللوغاني إن "الكويت كما كانت حاضنة للمنظمة منذ إنشائها فهي اليوم تضيف إنجازا جديدا لها في مسيرة العمل العربي المشترك حيث تم على أرض الكويت المضيافة صدور الإعلان التاريخي والخطوة غير المسبوقة في تاريخ المنظمة ألا وهي تطوير أعمال ونشاط المنظمة لتصبح منظمة طاقة عربية وأعتقد أن هذا يوم تاريخي يجب أن يظل راسخا في ذاكرة الجميع".(النهاية)
خ م / ه ث