القاهرة - 8 - 1 (كونا) -- قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء إن المنطقة لن تتحمل المزيد من المغامرات التي قد تهز استقرارها وتعصف بدولها وتؤثر سلبا على مقدرات شعوبها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في ختام قمتهم الثلاثية العاشرة في القاهرة.
وأضاف السيسي "لقد آن الأوان لإحكام العقل والأخذ بالاختيارات السليمة وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية".
وشدد الرئيس المصري على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى وإرسال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بالقطاع ومنع التهجير القسري مؤكدا إن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والتعاون ما بين الشعوب هو تنفيذ المقررات الدولية ذات الصلة.
وتابع الرئيس المصري "آن الأوان لتحكيم العقل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة السورية والاستجابة لتطلعات الشعب السوري وتسوية الأزمة في السودان وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا".
وقال إن مصر وقبرص واليونان تتشارك الرؤى بالنسبة للتعامل مع التحديات والأزمات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حيث ناقشت القمة الثلاثية الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وتابع الرئيس السيسي "أكدنا في هذه الصدد على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة إلا بوقف شامل لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري ووقف أي ممارسات تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين أو بحرق الأرض وخلق الظروف التي تدفع الفلسطينيين لمغادرة أرضهم ونرفض تلك الممارسات والسياسات وأن مصر لن تقبل بها أبدا".
واستطرد "أكدنا خلال القمة أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية والتعاون الشامل المنشود بين شعوب المنطقة".
وقال الرئيس السيسي إنه رأس صباح اليوم الاجتماع الثاني للجنة الحكومية العليا المشتركة بين مصر وقبرص حيث "أكدنا التزامنا المشترك بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومواصلة دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين قدما في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأعرب عن سعادته لما يشهده من تقدم ملموس في العديد من ملفات التعاون بين مصر وقبرص بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة واستثمار الموارد الطبيعية في البحر المتوسط بالإضافة إلى التعاون في مجالات الأمن البحري والتكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي.
وأكد حرص مصر على استمرار التعاون مع اليونان وقبرص لضمان مستقبل مزدهر للعلاقات بين الدول الثلاث متوجها بالشكر للرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان على الدور الذي قامت به بلديهما خلال السنوات العشر الماضية منذ 2014.
وقال "إن قبرص واليونان كانتا أول دولتين متواجدتين في مصر وكانتا متفهمتين للموقف الجاري آنذاك وكانتا منبر مصر في الاتحاد الأوروبي".
واضاف إن ملف الطاقة كان حاضرا بقوة خلال القمة الثلاثية حيث تم التاكيد على ضرورة تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي المشترك وكذلك تعزيز البنية الأساسية للربط ما بين الدول الثلاث من أجل ضمان أمن الطاقة العالمي.
وقال إنه تم توقيع مذكرات ثنائية مع قبرص وثلاثية مع قبرص واليونان من أجل تعزيز سبل التعاون في مجال الطاقة.
من جانبه أكد الرئيس خريستودوليدس دور مصر الفاعل باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة مشددا على ضرورة تقديم كل الدعم من المجتمع الدولي لمصر.
وقال إن التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص يهدف لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة خاصة في ظل التطورات الإقليمية الصعبة التي تشهدها المنطقة مشيرا إلى أن هذا التعاون يعتبر نموذجا مثاليا يحتذى به في التعاون بين دول المنطقة لخلق وضع حسن الجوار.
وأوضح أن تكاثر الصراعات في المنطقة سواء في سوريا أو غزة ولبنان والسودان واليمن ساهم في خلق مزيج غير مسبوق من الأزمات التي تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين وهو ما يتطلب استجابة جماعية من المجتمع الدولي.
وأكد أن الدول الثلاث ترفض أي تدخل من قبل دول في شؤون دول أخرى كما أنها تسعى للوقف "الفوري" للأعمال العدائية وتهدئة التطورات والعمل على الحل السلمي لجميع النزاعات استنادا إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة دون فرض حلول خارجية.
وأشار خريستودوليدس إلى أن قبرص واليونان تعملان على توطيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر والتي تمثل أولوية قصوى لافتا إلى أن تعزيز هذه العلاقات يعد هدفا ثابتا لبلاده خاصة في ظل الرئاسة المقبلة لقبرص في مجلس الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن تطورات القضية القبرصية كانت جزءا من المناقشات خلال القمة الثلاثية مؤكدا السعي لإيجاد حل متطابق ومتوافق مع القرارات التي اتخذها المجتمع الدولي بشأن القضية القبرصية والتي لا تصب في مصلحة القبارصة فحسب بل لمصلحة المنطقة بأكملها.
وأوضح الرئيس القبرصي أن التعاون المشترك مع مصر واليونان في مجال الطاقة يهدف إلى تعزيز حقوق السيادة في المناطق البحرية لكل دولة والموارد الموجودة بها مع التأكيد على الالتزام بالقانون الدولي للبحار ومعاهدة حقوق البحار ذات الصلة.
وبدوره أكد رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان قوية قائلا "اتفقنا على ضرورة زيادة التعاون لخدمة شعوبنا".
واوضح ميتسوتاكيس "اجتمعنا اليوم في القاهرة في إطار القمة الثلاثية العاشرة بين مصر واليونان وقبرص مما يؤكد أن الآلية الثلاثية لنا منتجة وقوية على المستوى الإقليمي ليس لها مثيل".
وأشار إلى أنه سيتم التعامل بالتزامن مع التوترات في المنطقة لضمان التعاون فيما بينهم لزيادة الرخاء وأمان المواطنين مبينا أن هناك أنشطة كثيرة فيما بين الدول الثلاثة في مجالات الدفاع والاقتصاد والسياحة.
وأكد التزام الدول الثلاث بتعزيز استراتيجيهم في مجال الطاقة وتصديرها إلى أوروبا والعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة فضلا عن تنمية مشاريع الربط الكهربائي مثل المشروع المهم للربط الكهربائي بين مصر واليونان "الذي سيكون جسرا لنقل الطاقة إلى الأسواق العالمية وأيضا من أفريقيا حتى أوروبا".
كما أكد مساندة بلاده للقضية القبرصية في مجلس الأمن موضحا أن حل مشكلتها سيخلق حالة غير مسبوقة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في نطاق أوسع.
وأشار إلى سعي بلاده إلى تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ضد أي محاولة خارج الإطار القانوني والشرعية الدولية مضيفا أنه تم الحديث عن تطورات الأوضاع في سوريا وتم التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار فيها وضرورة مشاركة جميع السوريين في تقرير المصير.
وأشار إلى ضرورة حماية جميع الأقليات في سوريا سواء دينية أوعرقية مشددا على أنهم سيكثفون جهودهم لمنع التطرف وتحقيق الاستقرار داخل سوريا.
واوضح ان هذا أولوية أوروبية مشيدا بالدور الأساسي والرئيسي لمصر في محاولة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة حتى يتم إيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى وحل الدولتين الذي يمثل الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والذي سيحقق الأمن والأمان في المنطقة.
وقال ميتسوتاكيس "إن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع في ليبيا" مشددا على ضرورة أن يكون هناك محاولة لإعادة الحوار وتأكيد السيادة للشعب الليبي وانسحاب القوات الأجنبية بالكامل حتى تتم استعادة السيادة في ليبيا.
وأضاف "ننسق خطواتنا في مجال الهجرة الشرعية وغير الشرعية ونبذل الكثير من الجهود من أجل منع الهجرة غير الشرعية لحماية المواطنين من التعرض للموت" معربا عن شكره للرئيس السيسي لما يقدمه في هذا المجال لحماية الحدود البحرية لمصر.
وقال "ندعم ونساند الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي تبرهن على أهمية مصر لاستقرار منطقة الشرق الأوسط".
وأكد أهمية التعاون بين مصر وقبرص واليونان في مجال حرية الملاحة منوها "بأننا كعضو منتخب في مجلس الأمن ندعم مصر بشأن أمن وسلامة الملاحة في قناة السويس". (النهاية) ع ف ف / ه س ص