القاهرة - 8 - 1 (كونا) -- دعا قادة مصر واليونان وقبرص في بيان ثلاثي اليوم الأربعاء الشعب السوري إلى تضافر الجهود من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة يملكها السوريون ومن دون أي تدخل أجنبي مع ضرورة حماية الأقليات والتراث الثقافي السوري.
جاء ذلك في بيان ثلاثي مشترك بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في ختام اجتماع القاهرة للقمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثي.
وقال البيان "تتابع مصر واليونان وقبرص التطورات الأخيرة في سوريا وتؤكد على أن هذه المرحلة الدقيقة تتطلب جهودا متضافرة من شعبها من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة تحت ملكية وطنية سورية دون تدخل أجنبي".
وتابع البيان أن هذه العملية يجب أن تشمل جميع الأحزاب الوطنية السورية وتتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 معربا عن القلق من الانتهاك المنهجي لسيادة سوريا.
وأكدت الدول الثلاث على أهمية حماية أعضاء الأقليات الدينية والعرقية والحفاظ على التراث الثقافي السوري وذلك بعد شهر من إطاحة الفصائل المسلحة نظام بشار الأسد.
واكد البيان التزام الدول الثلاث بتعزيز السلام والاستقرار في المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا معربة عن أملها في أن تسهم جميع الأطراف في الاستقرار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية.
وفي هذا الشأن شدد البيان على أن أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم بشأن تحديد الولاية البحرية يجب أن تبرم وفقا للقانون الدولي بما في ذلك معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار وكذلك المبادئ المتفق عليها بشكل مشترك في سياقنا الثلاثي وعدم التعدي على حقوق السيادة للدول الثالثة بالمنطقة"ز
كما عبر البيان عن القلق العميق بشأن الحرب في غزة التي تسببت في وضع إنساني كارثي داعيا الى تنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بما في ذلك وقف "فوري وكامل وشامل" لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسجناء وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع المدنيين الفلسطينيين.
ودعا المجتمع الدولي وأصحاب المصلحة الرئيسيين الى معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التزامهم بحل الدولتين وخاصة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967.
واكد البيان رؤية دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وفيما يتعلق بليبيا رحب البيان بالتزامات اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) نحو إعادة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الليبية مؤكدا ضرورة إحراز تقدم في المسارات السياسية والأمنية بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
واعاد التأكيد على ضرورة وجود حكومة وطنية موحدة جديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في آن واحد في إطار عملية سياسية شاملة مملوكة ومدارة من قبل الليبيين.
وعن السودان اكد البيان الرؤية المشتركة لإنهاء هذا النزاع من خلال تحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم وفوري على مستوى البلاد يليه استئناف لعملية انتقالية مملوكة ومدارة من قبل السودانيين بالإضافة إلى ضمان نفاذ إنساني غير مقيد وتوصيل المساعدات المنقذة للحياة لجميع السودانيين مع احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وعن مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي اكد البيان تعزيز الالتزام في هذا الشأن لمواجهة شبكات الاتجار بالبشر والتعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية وأمن الحدود ومبادرات مكافحة الإرهاب لحماية الشعوب والحفاظ على استقرار المنطقة.
وعن التعاون الإقليمي والحوار السياسي شدد البيان الالتزام بمواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي كمنصة لتعظيم التعاون وبناء علاقات حسن الجوار ولمعالجة التحديات المشتركة التي تواجه البلاد.
وشدد على توسيع التعاون الثلاثي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمعالجة التحديات العالمية وتعزيز الاستقرار والتواصل لدعم المؤسسات المتعددة الأطراف والعمل معا للدفاع عن نظام دولي قائم على القواعد.
وعن الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي اكد البيان انه إدراكا لدور مصر الحيوي كركيزة للاستقرار في المنطقة أهمية دعم اقتصادها من خلال حزمة الدعم المالي والاستثماري التي رافقت الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي ولتوقيع مذكرة التفاهم بشأن الشريحة الثانية من المساعدة المالية الكلية.
وعن التعاون في مجال الطاقة والانتقال إلى الطاقة الخضراء شدد البيان على التزام مصر وقبرص واليونان بتعزيز الشراكة في قطاع الطاقة بما في ذلك في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء كعناصر أساسية لمستقبلنا الجماعي.
وعن التعاون في مجال الغاز الطبيعي اكد التزام الدول الثلاث بتعزيز التعاون الثلاثي في مجال الغاز الطبيعي لتحقيق المصالح المشتركة لهم مشددا على أهمية تعزيز التعاون لتطوير البنية التحتية اللازمة لتسهيل نقل الغاز الطبيعي بين هذه الدول ولتشجيع الاستثمارات المشتركة في مجال الغاز الطبيعي.
وعن التعاون في مجال الموارد البحرية للطاقة قال البيان "سنواصل تعزيز التعاون في استكشاف وتطوير موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط وفقا للقانون الدولي بما في ذلك معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار وكذلك المبادئ المتفق عليها بشكل مشترك في سياقنا الثلاثي وعدم التعدي على حقوق السيادة للدول الثالثة بالمنطقة".
وعن الطاقة اكد البيان الحاجة إلى حلول مبتكرة للطاقة المتجددة وتشجيع تطوير التكنولوجيا الخضراء ومنخفضة الكربون وكذلك نقل المعرفة والتكنولوجيا للمساعدة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ولمواجهة المخاطر البيئية والمناخية التي تواجه المنطقة.
وعن أمن المياه وإدارتها قال ان مصر وقبرص واليونان ستكثف التعاون في إدارة الموارد المائية المستدامة والزراعة المستدامة ومعالجة آثار ندرة المياه سنشارك المعرفة وأفضل الممارسات لضمان حماية مواردنا المائية والاستخدام المستدام للمياه.
وقال في هذا الاطار "إدراكا لاعتماد مصر على نهر النيل في سياق ندرة المياه الشديدة يدعم رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان التزام مصر بالتوصل إلى حل عادل ومتوازن لأزمة السد الإثيوبي وهو نزاع استمر لأكثر من ثلاثة عشرة عاما."
واكد البيان ضرورة التعاون عبر الحدود استنادا إلى حلول تحقق المكاسب للجميع ووفقا للمبادئ القانونية الدولية المعمول بها لاسيما مبدأ عدم التسبب في ضرر بالغ ومبدأ الاستخدام العادل والمعقول ومبدأ التعاون ومبدأ الإخطار المسبق والتشاور أخذا في الاعتبار البيان الرئاسي لمجلس الأمن لعام 2021 ذي الصلة "فإننا نؤكد على الحاجة للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن تشغيل السد". (النهاية)
ع ف ف / ه س ص