من أيوب خداج (تقرير إخباري)
بيروت - 9 - 1 (كونا) -- بانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية أنهى لبنان اليوم الخميس شغورا استحكم بموقع الرئاسة عامين و70 يوما وترك آثاره السلبية على سير عمل المؤسسات الدستورية في البلاد.
ويأتي انتخاب عون بحصوله على تأييد 99 صوتا من أصل 128 نائبا يشكلون مجلس النواب (البرلمان) ليضع حدا لمعاناة لبنان مع شغور موقع رئاسة الجمهورية الذي بدأ منذ انتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر2022.
وكان الشغور في منصب الرئاسة قد امتد طيلة هذه الفترة نتيجة الانقسام الحاد بين الفرقاء السياسيين وتمسك حركة (أمل) و(حزب الله) برئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية مقابل رفض القوى السياسية المعارضة خيار هذا الثنائي.
وعقد البرلمان 12 جلسة لانتخاب رئيس جديد من دون أن ينجح في ذلك حيث كان يتم اللجوء إلى فقد النصاب للإطاحة بالجلسات لغياب التوافق القوى السياسية حول اسم للرئاسة.
وإزاء الفشل في انتخاب رئيس ومعاناة لبنان من أزمة اقتصادية تاريخية أنهكت كيان الدولة تحركت الدول العربية والغربية للمساعدة في حل الأزمة من خلال ما يعرف باسم (اللجنة الخماسية) التي تضم سفراء دول السعودية وليد البخاري وقطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن ومصر علاء موسى والولايات المتحدة ليزا جونسون وفرنسا هيرفي ماغرو.
وفي آخر اجتماع لسفراء (اللجنة الخماسية) مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الشهر الماضي أكدوا أهمية انتخاب رئيس للجمهورية "يجمع اللبنانيين".
كما أكدوا أهمية تثبيت اتفاق إيقاف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي وضرورة تطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتنفيذ الإصلاحات والتمسك ب(اتفاق الطائف) والعمل على تطبيقه.
وأشار السفير المصري موسى حينها إلى أن دور اللجنة "تهيئة الأجواء والخروج بالتزام واضح من القوى السياسية التي لديها رغبة حقيقية للاتجاه في إنهاء شغور موقع الرئاسة".
وأوضح أن اللجنة لا تتناول أسماء مرشحين للرئاسة معتبرا أن ذلك "حق أصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية فيه".
وكان ممثلو الدول الخمس قد عقدوا في يوليو 2023 اجتماعا في قطر دعوا فيه أعضاء البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية مؤكدين استعداد هذه الدول لدعم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي يوصي بها صندوق النقد الدولي.
وانتخب عون اليوم رئيسا للجمهورية من البرلمان في الدورة الثانية بعد عدم التمكن من حصوله على 86 صوتا في الدورة الأولى التي تؤهله للفوز إذ حصل على 71 صوتا لم تمكنه من الفوز بالرئاسة.
وتكمن أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الوقت بعد مرور لبنان بأزمة اقتصادية واجتماعية قاسية منذ نهاية عام 2019 لا تزال تداعياتها بارزة حتى الآن إلى جانب الدخول في حرب محدودة مع الاحتلال الإسرائيلي بعد انطلاق عملية (طوفان الأقصى) في غزة في أكتوبر 2023 لتتوسع في ال23 من سبتمبر الماضي وتشمل مختلف المناطق حاصدة ما يفوق أربعة آلاف قتيل وأكثر من 16 ألف جريح ومخلفة دمارا هائلا بالبنى التحتية والمنازل خصوصا في منطقتي البقاع والجنوب.
وكان عون قد تولى قيادة الجيش في عام 2017 وهو خامس قائد للجيش منذ الاستقلال ينتخب لرئاسة الجمهورية ليكون الرئيس ال14 للبلاد. (النهاية)
ا ي ب / ط م ا