القاهرة - 14 - 1 (كونا) -- أكدت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الأمية من خلال تضافر الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وابتكار أساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للأمية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بقطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة فراج العجمي خلال الاحتفالية التي عقدت تحت شعار (مستقبل تعليم وتعلم الكبار في مصر والوطن العربي).
وقال العجمي إن الجامعة العربية بالتعاون مع شركائها من الدول العربية والمنظمات الاقليمية والدولية وكذلك منظمات المجتمع المدني تسعة اجتماعات بهدف التغلب على أحد أهم التحديات التي تواجه الدول العربية وهو القضاء على الأمية ولا يمثل التحدي العمل على محو الأمية الأبجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط.
وأضاف "لكن يتضمن هذا التحدي العمل على محو الأمية الرقمية والثقافية وصولا إلى مجتمع المعرفة وبما يتسق مع الحفاظ على الهوية العربية والتوجهات العالمية ومتغيرات العصر الرقمي".
وأشار إلى أن العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015 - 2024) يبقى هو ملتقى تلاقي الفكر العربي والتجارب الناجحة لتحقيق أهدافه وعلى رأسها وطن عربي متعلم منتج خال من الأمية بشتى صورها.
وأكد العجمي "اننا نمتلك الكثير من الفرص ومواطن القوة التي تجعلنا نعيد حركة التنمية لاتجاهها الصحيح فالحلم العربي لا حدود له".
وأضاف ان "العالم العربي بما يمتلك من ثروة بشرية قادر على تغيير واقعه للأفضل متخذا من التعليم والتعلم منطلقا لصياغة مستقبل مشرق لأمتنا العربية التي نفتخر بالانتماء لها ونباهي بمجدها وبمستقبلها".
وأوضح أن العقد العربي لمحو الأمية لتعليم الكبار الأول قد انتهى ونحن الآن بصدد إعداد قرار لإطلاق العقد العربي الثاني (2025 - 2030) حتى يتماشى مع خطط التنمية المستدامة.
وشدد على أن مستقبل تعليم الكبار في الوطن العربي يشهد تطورا ملحوظا بفضل التغيرات التكنولوجية والاجتماعية المتسارعة وفي ظل التطور التكنولوجي أصبحت الوسائل الرقمية والتعلم الإلكتروني إحدى الركائز الأساسية لتعليم الكبار حيث تمكنهم من الوصول إلى المعرفة والمهارات بسهولة ما يقلل الفجوة التعليمية بين الأجيال.
وقال العجمي أن توجهات المستقبل تدل على أن التعليم المستمر سيصبح جزءا أساسيا في حياه الأفراد سواء من خلال البرامج التدريبية المهنية أو الدورات الجامعية التي تتيح فرصا لتحسين المهارات وتعزيز القدرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة.
وأكد أن مستقبل تعليم وتعلم الكبار في الوطن العربي يعتمد على الاستثمار في التكنولوجيا وتوفير بيئة تعليمية مرنة تشجع على التعلم المستمر وذلك يسهم في تعزيز التنمية الشخصية والمهنية ويعزز قدرتهم على المساهمة الفعالة في المجتمع.
ونظمت الجامعة العربية الاحتفالية بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في مصر بصفتها صاحبة مبادرة إطلاق العقد العربي لمحو الأمية الذي اعتمدته القمة العربية خلال الدورة (25) والتي انعقدت في دولة الكويت عام 2014 وذلك بإعلان العقد الحالي عقدا للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي واعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات (2015 - 2024) ويأتي احتفال العالم العربي في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية باعتباره فرصة للتذكير بهذا التحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية ويسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الأمية والدعوة إلى بذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر جميع الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وابتكار أساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للأمية.(النهاية) م ف م /أ ب غ