موسكو - 14 - 1 (كونا) -- أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تعمل على تعطيل مشروع خط أنابيب (السيل التركي) في إطار مساعيها للهيمنة على قطاع الطاقة العالمي. وقال لافروف في مؤتمر صحفي حول نتائج الدبلوماسية الروسية لعام 2024 إن "الولايات المتحدة لا تقبل بوجود أي منافسين في مجال الطاقة وهي مستعدة لدعم أية أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار الإمدادات".
وأضاف الوزير الروسي في المؤتمر الذي تناول فيه العديد من القضايا أن واشنطن تحرض أوكرانيا على استهداف (السيل التركي) بعد نجاحها في تخريب خط "نورد ستريم" سابقا.
ويعد (السيل التركي) مشروعا حيويا لنقل الغاز الروسي إلى تركيا ودول جنوب وجنوب شرق أوروبا بطاقة تصميمية تصل إلى 5ر31 مليار متر مكعب سنويا ويمثل هذا الخط الذي بدأ تشغيله في يناير 2020 أحد آخر المسارات المستقرة لإمدادات الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية.
على صعيد آخر شدد لافروف على أن رفض النظام السوري السابق تقديم أية تنازلات سياسية كان عاملا رئيسا في انهياره مشيرا إلى أن المماطلة السياسية والتشبث بالسلطة عرقلا كل الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية.
وأوضح أن القيادة السورية السابقة امتنعت عن المشاركة الجادة في صياغة الحلول السياسية بما في ذلك دعم اللجنة الدستورية التي أنشئت في مؤتمر (سوتشي) عام 2018 مبينا أن هذا الجمود السياسي أدى إلى "تآكل فرص الإصلاح" وتصعيد التوترات الداخلية.
وفيما يخص المفاوضات المحتملة بشأن أوكرانيا ذكر لافروف أن فيتنام أبدت استعدادها لاستضافة هذه المفاوضات ولكن لم تطرح حتى الآن أية مقترحات ملموسة في هذا الصدد.
وأضاف أن تركيا عرضت الوساطة في المفاوضات مؤكدا استعداد موسكو لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا "إلا أن الحل الفعلي يتطلب التوصل إلى اتفاق شامل يشمل مسائل أمنية أوسع".
كما لفت وزير الخارجية الروسي إلى أن المرحلة التاريخية المعاصرة تتميز بصراع حاد بين الدول المتمسكة بمبادئ القانون الدولي المصوغة في ميثاق الأمم المتحدة وبين القوى الغربية التي تسعى لإعادة صياغة النظام العالمي بما يخدم مصالحها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون استغلال ما وصفوه ب"النصر" في الحرب الباردة لتجاهل مبادئ المساواة بين الدول المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وفرض إملاءاتهم على الساحة الدولية.
وبين أن العالم شهد تغيرات كبيرة في العقود الأخيرة مع ظهور قوى جديدة من الجنوب العالمي تسعى إلى المنافسة الشريفة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية في مقابل محاولات الغرب غلق السبل أمام هذه القوى من خلال العقوبات والإملاءات بما في ذلك فرض قيود على التكنولوجيا والطاقة.
وأكد في هذا الصدد أهمية الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشكل شامل من دون انتقائية وضرورة تعزيز التوازن في مجلس الأمن الدولي من خلال منح الهند والبرازيل ودول إفريقية مقاعد دائمة.
وشدد على أهمية بناء نظام دولي متوازن يعتمد على توازن المصالح واحترام سيادة الدول في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.(النهاية) دان / ل ف/ أ م س