واشنطن - 15 - 1 (كونا) -- أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي والتعاون الدولي لمعالجة التحديات الأكثر الحاحا في العالم وعلى رأسها الصراعات و"التفاوتات المتفشية" وأزمة المناخ والتكنولوجيا الخارجة عن السيطرة.
جاء ذلك في خطاب القاه غوتيريش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث حدد الأمين العام خلاله أولوياته للعام الجديد 2025.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة تمثل "الضمير العالمي" منذ إنشائها وفي عالم "يبدو أنه عازم على التدمير كانت منظمتنا قوة بناء تعكس حقيقة أساسية مفادها أن المشاكل العالمية تتطلب حلولا عالمية".
وأضاف أن الصراعات في جميع أنحاء العالم تتضاعف وأن الانقسامات الجيوسياسية المتعمقة وانعدام الثقة "تصب الزيت على النار" في حين بلغ التهديد النووي أعلى مستوياته منذ عقود والإفلات من العقاب شائع.
وناشد بقوة الأطراف لإتمام صفقة لإيقاف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى وقال بهذا الصدد "بالطبع لا شيء يمكن أن يبرر الهجمات الإرهابية التي شنتها (حماس) في السابع من أكتوبر ولا شيء يمكن أن يبرر المستويات الدرامية من الموت والدمار التي لحقت بالشعب الفلسطيني حيث لم يكن هناك سقف للمعاناة ولا قاع للأهوال على مدى شهور".
وتساءل عما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات لا رجعة فيها لتحقيق حل الدولتين أم "سنرى بدلا من ذلك ضما ثابتا من قبل إسرائيل وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته وتدمير أي فرصة للسلام المستدام؟".
كما تساءل عما إذا كانت سوريا ستكون "منارة للأديان والتقاليد والمجتمعات المختلفة التي تشكل مستقبلا شاملا وحرا وسلميا" أو تقع في التفتت وما إذا كانت إيران ستتخذ إجراءات ملموسة لضمان التخلي الواضح عن أي برنامج للأسلحة النووية أم سنرى تصعيدا "بعواقب لا يمكن التنبؤ بها".
وحول لبنان أكد غوتيريش ان "نافذة انفتحت لزمن جديد من الاستقرار المؤسسي مع دولة قادرة تماما على حماية مواطنيها ونظاما يسمح للإمكانات الهائلة للشعب اللبناني بالازدهار مؤكدا ان الامم المتحدة ستبذل قصارى للوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة.
وبشأن جهود التنمية في العالم قال غوتيريش إن التفاوتات الهائلة هي "إشارة لا لبس فيها إلى أن هناك خطأً عميقا" في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمالية العالمية.
وأضاف أن التفاوتات يمكن التغلب عليها بدءا بتسريع العمل لتحقيق اهداف التنمية المستدامة فيما تواجه الخطة لذلك فجوة تمويل سنوية تبلغ أربعة تريليونات دولار.
ودعا إلى التركيز على المجالات ذات التأثير العالي مثل القضاء على الفقر والأمن الغذائي والتعليم الجيد للجميع والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة والوصول إلى الطاقة والرقمنة والحد من التأثيرات المناخية.
وشدد على أهمية معالجة احتياجات أفريقيا على وجه الخصوص ودعا إلى دعم واضح لتحفيز أهداف التنمية المستدامة لسد فجوة التمويل.
كما دعا إلى إصلاح وتحديث المؤسسات المالية العالمية لتعكس اقتصاد اليوم وضمان التمثيل العادل للدول النامية.
وشدد غوتيريش على الحاجة إلى تعزيز شبكة الأمان العالمية وزيادة قدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف وضمان نشر التمويل الميسر حيث تشتد الحاجة إليه.
كما دعا إلى توسيع الفرص للنساء والفتيات في سعي العالم لمعالجة التفاوتات بما في ذلك إزالة جميع الحواجز القانونية والاجتماعية والاقتصادية وضمان مشاركتهن وقيادتهن على قدم المساواة.
وفي حين أقر الأمين العام بالفرص غير المسبوقة التي تقدمها الثورة التكنولوجية قال "إننا نتحمل مسؤولية تاريخية للتأكد من أن هذه الثورة تفيد البشرية وليس فقط قلة من المتميزين".
ودعا إلى المساواة في الوصول إلى أحدث المعارف والرؤى المتعلقة بالذكاء الاصطناعي واقترح إنشاء لجنة علمية دولية مستقلة بشأن الذكاء الاصطناعي لسد فجوات المعرفة وإبلاغ القرارات السياسية.
كما أكد غوتيريش الحاجة إلى حوكمة أخلاقية وآمنة ومأمونة للذكاء الاصطناعي داعيا الى حوار عالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي لتطوير سياسات منسقة ومشاركة أفضل الممارسات وضمان التشغيل البيني.
وسلط الضوء على أهمية دعم البلدان النامية في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة فيما أعلن عن خطط لتقديم تقرير عن نماذج التمويل المبتكرة ومبادرات بناء القدرات لمساعدة الجنوب العالمي على تسخير الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام. (النهاية)
أ م م / م م ج