بيروت - 17 - 1 (كونا) -- شهد لبنان اليوم الجمعة عقد قمة رئاسية جمعت الرئيس اللبناني جوزيف عون بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون جرى فيها التأكيد على دعم اعمار لبنان وتثبيت اتفاق ايقاف اطلاق النار وتأمين انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان ان الرئيس اللبناني توجه في اللقاء الثنائي مع نظيره الفرنسي بالشكر لفرنسا على دورها ومساعيها عبر الموفد الرئاسي جان إيف لودريان ومن خلال اللجنة الخماسية للمساعدة في إنهاء شغور موقع الرئاسة اللبنانية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واكد اهمية تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي لا تزال موجودة فيها ضمن المهلة المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
ودعا الى اعادة الاسرى فضلا عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللبنانية التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
ونوه الرئيس عون بالدور الذي تقوم به قوة الامم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) مشيرا الى أهمية المشاركة الفرنسية فيها متمنيا على نظيره الفرنسي "الإيعاز إلى شركة (توتال) بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية".
واعتبر ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في غزة "لا بد من أن يحقق نقلة نوعية إذا ما التزام به" الاحتلال الاسرائيلي مشددا على انه آن الأوان لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية والعمل الجدي لإقامة الدولة الفلسطينية وفق مقررات قمة بيروت العربية في العام 2002.
وعرض الرئيس اللبناني مع الرئيس الفرنسي للمستجدات الأخيرة التي حصلت في سوريا ومدى انعكاسها على الوضع في الشرق الاوسط عموما ولبنان خصوصا لا سيما لجهة ضبط الحدود بين البلدين ومنع تسلل الأشخاص بصورة غير شرعية والعمل من اجل إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
من جهته اكد الرئيس الفرنسي دعم بلاده للبنان اضافة الى دعوة دول الاتحاد الأوروبي للمشاركة في إعادة النهوض كما اكد اهتمام فرنسا بالوضع في الجنوب اللبناني وصولا الى تثبيت وقف اطلاق النار وتأمين انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه.
وبعد القمة الثنائية عقد الرئيسان عون وماكرون مؤتمرا صحفيا مشتركا تحدث في بدايته الرئيس عون حيث تمنى على نظيره الفرنسي ان "يشهد للعالم كله بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة" خاتما قوله "نحن طلاب الحياة لا موت فيها".
من جانبه قال ماكرون "إن انتخابكم لسدة رئاسة الجمهورية بأكثرية أصوات النواب في البرلمان أنهت أكثر من سنتين من الشغور في موقع الرئاسة كذلك من خلال تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة نواف سلام بأغلبية واسعة تم التأكيد على رغبة التغيير ووضع لبنان على سكة النهوض".
وأضاف "ان فرنسا والمجتمع الدولي بأسره في موقف الداعم لكم وندعم اولا اهدافكم القائمة على تحقيق سيادة لبنان وقيام دولة تفرض سيادتها على كامل أراضيها" معتبرا ان فرض الدولة سيادتها يشكل "الشرط لحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات المختلفة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار".
واشار الى ان اتفاق وقف اطلاق النار الذي عمل عليه مع الرئيس الامريكي جو بايدن في 26 نوفمبر الماضي "وضع حدا لسلسلة جولات من العنف احدثت آلاما جمة للمدنيين على طرفي الحدود".
ولفت الى ان آلية مراقبة وقف اطلاق النار التي تشكل فرنسا جزءا منها من واجبها تأمين تطبيق حازم للالتزامات التي أخذتها السلطات الإسرائيلية واللبنانية على عاتقها وذلك ضمن المهل الواردة في متنه مشددا على ضرورة "انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وسيطرة أحادية للجيش اللبناني على السلاح".
واكد الرئيس ماكرون اهمية تقوية الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب حيث يعود له الدور في فرض احترام تطبيق وقف إطلاق النار مشيرا الى ان فرنسا اعدت مركزا جديدا لتدريب نحو 500 عنصر من الجيش اللبناني.
وأوضح ان الاتحاد الأوروبي سيعلن قريبا عن "جهد إضافي مزدوج لمصلحة القوى العسكرية وقوى الأمن الداخلي بمقدار 130 مليون يورو للعام 2025".
ودعا الى "تدعيم قوات (يونيفيل)" التي لديها دور محوري في تطبيق القرار 1701 الذي يستند اليه قرار وقف إطلاق النار مؤكدا العمل مع لبنان على "ترسيم الخط الأزرق للخروج بحل مستدام لمصلحة أمن الجميع".
ولفت الى ان كلام الرئيس عون في خطابه حول سيطرة احادية للقوى المسلحة اللبنانية على السلاح على امتداد الأراضي اللبنانية والتوصل الى استراتيجية دفاعية وطنية يعد "المشروع الوحيد الذي يحول دون إعادة ظهور أنواع من الفوضى معروفة للغاية".
وتوجه ماكرون الى عون بالقول "خلال زيارتكم فرنسا خلال بضعة اسابيع سننظم مؤتمرا دوليا لحشد التمويل لاعادة اعمار لبنان وتحريك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه".
وبعد انتهاء اللقاء الثنائي انضم رئيسا مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الرئيسين عون وماكرون وعقدوا اجتماعا موسعا لينتقل الجميع الى مأدبة الغداء.
ورافق الرئيس الفرنسي في زيارته الى لبنان والتي استمرت ليوم واحد وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو ووزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو ووزير الخارجية السابق والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية إلى لبنان جان إيف لو دريان.
وكان الرئيس الفرنسي جال والوفد المرافق له في منطقة (الجميزة) بالعاصمة (بيروت) واطلعوا على أوضاع المنطقة بعد إعادة ترميم ما تضرر فيها جراء انفجار مرفأ بيروت في 4 اغسطس 2020 وهي الزيارة الثانية للرئيس ماكرون الى الجميزة بعد أن كان زارها عقب الانفجار. (النهاية) ا ي ب / ر ج