دافوس (سويسرا) - 21 - 1 (كونا) -- حذر رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومديره التنفيذي بورغ بريندي اليوم الثلاثاء من خطورة المرحلة التي يعقد فيها اجتماع المنتدى لهذا العام في نسخته ال55 قائلا إنه يأتي في واحدة من أكثر اللحظات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة غموضا في التاريخ.
وأضاف براندي خلال كلمته الافتتاحية للاجتماع السنوي للمنتدى أن العالم يواجه تقدما سريعا في التكنولوجيا من شأنه تشكيل الاقتصادات وإحداث تغيير في هيكل القوى العالمية وإعادة صياغة العلاقات الدولية ووضع أسس جديدة للتجارة الدولية.
وأكد أن النظام الدولي الذي استمر لعقود قد تراجع اليوم وأن الفترة الحالية هي نقطة تحول مؤذنة بنظام جديد على وشك الظهور مطالبا قادة العالم بالحيلولة دون تحول هذه "اللحظة الحرجة" إلى أن تصبح "مشهدا فوضويا" تهيمن عليه الصراعات على السلطة وعدم التعاون أو أن تحل القوة محل الحوار.
وأشار براندي إلى ان العالم يعيش أكثر الفترات حرارة على مستوى المناخ في التاريخ إضافة إلى الزيادة الكبيرة في حدة الصراعات حول العالم بشكل مقلق واحتمال ظهور أزمة صحية عالمية أخرى موضحا أنه لا يمكن للدول مواجهة هذه التحديات أو استغلال الفرص الاقتصادية الجديدة إلا من خلال التعاون.
وشدد على أهمية إيجاد طرق جديدة وأكثر فعالية للتعاون الدولي حتى في مواجهة الاختلافات مؤكدا أن استحداث مسارات جديدة للتعاون في لحظة معقدة بالنسبة للعالم هو المحور الأساسي الذي يناقشه قادة العالم خلال هذا الأسبوع المهم في (دافوس).
من جانبه قال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب خلال كلمته إن تقرير "المخاطر العالمية لعام 2025" حدد أبرز المخاطر التي يجب على العالم مواجهتها وعلى رأسها الصراعات المسلحة والأحداث المناخية القاسية والمعلومات المضللة والانقسامات المجتمعية والتجسس الإلكتروني.
وشدد شواب على "أننا على أعتاب عصر جديد نسميه عصر الذكاء" مضيفا أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الثورية سيؤديان إلى تغيير جذري في الأنظمة الاقتصادية والممارسات التجارية للنظم الاقتصادية كما سيؤثران على الحياة اليومية للبشر".
وأشار إلى أن هذا الانتقال الحادث بوتيرة غير مسبوقة يفرض تحديات كبيرة وفرصا للتحول المجتمعي.
وسلط الرئيس السابق للمنتدى الضوء على أهمية التعاون الدولي للتغلب على تعقيدات هذا العصر الجديد مبينا أن موضوع المنتدى في نسخته الحالية "التعاون من أجل العصر الذكي" يمثل دعوة إلى العمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات وفي هذا الصدد دعا شواب القادة في جميع القطاعات في الحكومة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية إلى العمل معا لاستحداث حلول وصياغة مسارات جديدة للتقدم.
وشدد على أن استعادة الثقة ومعالجة الشواغل المجتمعية مثل التدهور البيئي والمخاوف من الاستبعاد من فوائد التكنولوجيات الناشئة أمر بالغ الأهمية للاستقرار على المدى الطويل.
وشدد على أهمية التفاؤل والعمل الجاد على معالجة القضايا الأكثر إلحاحا في العالم مجددا التأكيد على أن مهمة المنتدى المتمثلة في تعزيز الحوار والتعاون لتحسين الظروف العالمية ظلت مركزية منذ إنشائها قبل أكثر من خمسة عقود.
ودعا شواب في ختام كلمته المشاركين إلى العمل معا للتغلب على تحديات هذه الحقبة التحولية وخلق عالم أكثر شمولا ومرونة قائلا إن "المستقبل ليس لننتظره ..بل لنشكله". (النهاية) ا م خ / أ م س