من نجود قاسم رام الله - 21 - 1 (كونا) -- تخضع مدن وبلدات الضفة الغربية لحصار عسكري مشدد من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء سريان اتفاق إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة حيث أغلق الاحتلال الحواجز العسكرية والبوابات التي يقيمها على مداخلها ما أعاق حركة المواطنين.
وأجبرت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي العشرات من الأسرى الذين حرروا في الدفعة الأولى من الصفقة مساء الأحد الماضي على المبيت في مدينة (رام الله) مع أفراد عائلاتهم.
وقال مواطنون من مدينة (أريحا) لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن "قوات الاحتلال تواصل حصار المدينة لليوم الثاني على التوالي وتنكل بالمواطنين عند الحواجز العسكرية وتطلق نحوهم قنابل الغاز المسيل للدموع".
كما تشهد مدن (نابلس) و(سلفيت) و(رام الله) إغلاقا للحواجز العسكرية ما يؤدي إلى تضاعف معاناة المواطنين أثناء تنقلهم اذ يمضون أكثر من ست ساعات عند الحواجز العسكرية.
وتزامن هذا مع اعتداءات نفذها المستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم منذ مساء الأحد الماضي حيث رشقوا المركبات بالحجارة وأضرموا النيران في مركبات قرب مدينة (رام الله) وأخرى في بلدات قرب مدينة (قلقيلية).
من جهته دان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان صحفي الإجراءات المتمثلة بالعدوان المتواصل واعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال ووضع العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى لتقطيع أوصال الضفة الغربية.
وقال أبو ردينة إن "هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستعمرين الإرهابية وقوات الاحتلال تأتي كجزء من استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مستهدفة مقدساته وممتلكاته".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة من خلال هذه الحرب الصامتة التي تنفذها بهدف التصعيد وخلق مناخ للعنف والتوتر معتبرا قرار إلغاء العقوبات على المستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
وقال أبو ردينة "نطالب الادارة الأمريكية الجديدة بالتدخل لوقف هذه الجرائم وسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي لن تجلب السلام والأمن لأحد".
وأكد أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
كما دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم إقدام الاحتلال على فرض المزيد من العقوبات الجماعية والتضييقات على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من خلال إغلاق مداخل المدن والمحافظات والبلدات والمخيمات بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية والحواجز.
وأوضحت الخارجية ان الحواجز التي تغلق الضفة الغربية يبلغ عددها 898 بما فيها 16 بوابة حديدية جديدة تم تركيبها في الأيام الماضية.
وأدت هذه الحواجز إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل مناطقها وشل حركة المواطنين وبقاء آلاف الأسر لساعات طويلة عند الحواجز وهو ما وصفته الخارجية ب"أبشع أشكال نظام الفصل العنصري (الابرتهايد)".
وقالت الخارجية إنها تنظر بخطورة بالغة إلى رفع العقوبات عن غلاة المستوطنين المتطرفين وقرار وزير الاحتلال بالإفراج عن المعتقلين منهم وحذرت من محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بحثا عن مبررات لنسخ جرائم الإبادة والتهجير التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة ونقلها إلى الضفة الغربية تمهيدا لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها.
وحملت الخارجية المجتمع الدولي المسؤولية عن فشله في الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له مطالبة بفرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال وعناصر الإرهاب اليهودي عن طريق تفكيك منظمات المستوطنين الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها ورفع الحماية السياسية والقانونية عنها.
وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت في بيان صحفي في 19 من يناير الحالي انه "في إطار الاتفاق والاستعدادات لإطلاق سراح الأسرى في منطقة الضفة الغربية سيتم تعزيز القوات القتالية في الدفاع والهجوم".
وجاء في البيان أن قوات الاحتلال ستعزز وجودها على محاور المرور الأساسية حيث ستقام نقاط تفتيش إضافية وستعمل في القرى لإحباط أي عمليات على حد زعمه. (النهاية) ن ق / ش م ع