باريس - 22 - 1 (كونا) -- قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأربعاء إن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب تمثل "تحديا" للدول الأوروبية في ظل القرارات التي اتخذها وهدد باتخاذها سياسيا واقتصاديا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده شولتس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بقصر (إليزيه) الرئاسي في باريس حيث أكد حرصه والشركاء الأوروبيين على "التحليل بعناية" القرارات التي أعلن ترامب عن اتخاذها أو سيتخذها قريبا.
وأكد أن أوروبا والولايات المتحدة تربطهما "صداقة وشراكة عالمية" مشددا على أن هذه هي القاعدة التي يجب مواصلة البناء عليها مع الشركاء عبر الأطلسي.
وعلى صعيد حلف الشمال الأطلسي (ناتو) قال شولتس إنه "الضامن الأساسي" للأمن في أوروبا وللعلاقات عبر الأطلسي مشيرا الى تحقيق الكثير من الإنجازات خلال الأعوام الأخيرة لتعزيز الركيزة الأوروبية للحلف.
وفيما يتعلق بالملف الأوكراني أكد المستشار الألماني أنه بإمكان كييف الاعتماد على بلاده وضمان الدعم لمواجهة "العدوان الروسي".
من جهته شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة عمل الدول الأوروبية أكثر من أي وقت مضى على حماية سيادتها لا سيما مع وصول الرئيس ترامب إلى السلطة.
وبين ضرورة أن تمتلك أوروبا "استراتيجية دفاعية خاصة بها" موضحا أن الثنائي الفرنسي -الألماني متماسك وأقوى من أي وقت مضى.
وأوضح في هذا الصدد أن أوروبا ستعمل على تقليل الاعتماد على الخارج في القطاعات الرئيسة وتعزيز الاستثمار العام والخاص في التغير المناخي والتحول الرقمي مع إبقاء المدخرات الأوروبية داخل أوروبا.
وناقش الجانبان خلال اجتماعهما الذي سبق المؤتمر الصحفي القضايا التي ستطرح في قمة (العمل بشأن الذكاء الاصطناعي) التي تستضيفها باريس يومي 10 و11 فبراير المقبل.
ووجه الرئيس الأمريكي خلال الأشهر الماضية انتقادات إلى دول أوروبية عدة وأعضاء في (ناتو) ما أثار قلقا من احتمال انقلابه على سياسة بلاده التاريخية وعلاقاتها مع الأوروبيين أو وقف تمويل الحلف كما هدد سابقا.
وتأتي زيارة شولتس إلى باريس للاحتفال بالذكرى ال62 لتوقيع معاهدة الصداقة الفرنسية - الألمانية المسماة بمعاهدة (الإليزيه) في 22 يناير 1963 من قبل المستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور والرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول. (النهاية) م ع / أ م س