بيروت - 22 - 1 (كونا) -- أظهر تقرير أممي أن نحو 30 في المئة من سكان لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليه لافتا إلى استمرار خطر سوء التغذية مع بداية العام الحالي.
جاء ذلك في تقرير مشترك بين وزارة الزراعة اللبنانية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي أظهر أن انعدام الأمن الغذائي جاء نتيجة "تصاعد الصراع في أواخر العام 2024 إذ أثرت الأعمال العدائية على القطاع الزراعي والاقتصاد".
وقال التقرير ‘ن تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر أن نحو 65ر1 مليون شخص في لبنان يعانون حاليا مستويات الأزمة أو الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي مقارنة ب26ر1 مليون شخص قبل التصعيد.
ووفق التقرير من المتوقع استمرار حالة انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة "من دون عودة قصيرة الأمد إلى الظروف التي كانت قبل الأزمة" مبينا أهمية استمرار الجهود الإنسانية لدعم التعافي.
من جانبه اعتبر ممثل برنامج الأغذية العالمي في لبنان ماثيو هولينغورث أن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في لبنان "ليس مفاجئا إذ إن 66 يوما من الحرب سبقتها أشهر من الصراع أدت إلى تدمير الأرواح وسبل العيش".
وقال هولينغورث في تصريح صحفي إن مهمة برنامج الأغذية العالمي في هذا الوقت تكمن في "دعم الحكومة والشعب لإعادة بناء حياتهم وأنظمتهم الغذائية".
بدورها قالت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في لبنان بالإنابة فيرونيكا كواترولا إن "الأعمال العدائية أثرت بشكل كبير على سبل عيش المزارعين وعلى الأصول الزراعية والبنية التحتية ما أدى إلى تهديد استدامة الأنشطة الزراعية".
وأكدت كواترولا في تصريح مماثل التزام منظمة الأغذية والزراعة بمساعدة المزارعين على استئناف الإنتاج ودعم المجتمعات لإعادة البناء وتعزيز قدرتهم على الصمود.
من جهته أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن في تصريحه حاجة لبنان للمساعدة من جميع المعنيين سواء من الهيئات الدولية أو من الشركاء المحليين معتبرا أن التعاون المستمر بين الجميع هو السبيل الأمثل لتحقيق تطور مستدام للقطاع الزراعي اللبناني.
وشدد الوزير اللبناني على أهمية عملية مسح الأضرار الزراعية الناتجة عن حرب الاحتلال الاسرائيلي على لبنان مشيرا إلى تشكيل اللجان الفنية المشتركة مع المنظمات الدولية إضافة الى الشركاء المحليين ما أدى إلى إطلاق عمليات المسح والتقييم.
ووفق التقرير فإن اللاجئين في لبنان معرضون بشكل خاص للخطر حيث يصنف حوالي 594 ألف لاجئ سوري (40 في المئة من اللاجئين السوريين) و89 ألف لاجئ فلسطيني (40 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين) على أنهم "في المرحلة 3 (أزمة) أو أعلى" الى جانب نحو 970 ألف مواطن لبناني (25 في المئة من السكان) يقعون في الفئة نفسها.
ويشير التقرير إلى أن "الصراع" أدى إلى تعطيل النشاط الاقتصادي وسبل العيش في جميع القطاعات لافتا إلى استمرار الأسواق في "المكافحة للتعافي" رغم إيقاف إطلاق النار في نوفمبر الماضي.
ويذكر أن التراجع الحاد يعمق الأزمة الاقتصادية التي "طال أمدها" إذ انكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي منذ العام 2019 مع ركود الاستثمارات.
ويظهر أن سوء التغذية لا يزال يشكل "خطرا كبيرا في لبنان خاصة بين الأطفال والمراهقين والنساء" إذ إن "ثلاثة من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة يتبعون أنظمة غذائية تفتقر الى التنوع".
وقدم برنامج الأغذية العالمي العام الماضي مساعدات غذائية ل750 ألف شخص نزحوا بسبب القتال وهو يخطط هذا العام لمساعدة 5ر2 مليون شخص بما في ذلك حوالي 900 ألف لاجئ سوري في لبنان.
وكان لبنان الذي شهد منذ العام 2019 أزمة اقتصادية حادة دخل بعد عملية طوفان الأقصى في غزة في اكتوبر عام 2023 في صراع عسكري جنوب البلاد إلى أن تطور الى حرب واسعة شملت مختلف المناطق في 23 من سبتمبر عام 2024 انتهت بتوقيع اتفاق إيقاف إطلاق النار في نوفمبر الماضي. (النهاية)
ا ي ب / ل ف