انقرة - 4 - 2 (كونا) -- اكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره المصري بدر عبدالعاطي اليوم الثلاثاء رفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وضرورة التعاون المشترك لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق ايقاف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشدد فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها للعاصمة التركية (أنقرة) على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا موحدا لمنع الاحتلال الإسرائيلي من استئناف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مضيفا "نعارض كافة المحاولات التي تهدف لطرد الفلسطينيين من وطنهم الأم".
وذكر أن احتمالية أن يبدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب من جديد تقلق كل من يدعم السلام مضيفا أن خطوة تهجير الفلسطينيين ستؤدي إلى صراعات جديدة وتؤثر سلبيا على السلام في المنطقة.
وبين أن هناك قلق من تزايد الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية مؤكدا ضرورة ايقاف العمليات في الضفة و"الإرهاب" الذي يخلقه المستوطنون في أقرب وقت ممكن.
وعن العلاقات التركية المصرية قال فيدان إن "تعاون تركيا ومصر والعمل معا ضرورة للبلدين وشراكتنا ستعزز رخاء شعوبنا ومنطقتنا".
وأعرب عن شكره لمصر إزاء جهودها لضمان تحقيق ايقاف إطلاق نار في غزة مشددا على ضرورة استنفار المجتمع الدولي من أجل جعل ايقاف إطلاق النار دائما.
وأشار إلى ان حجم التجارة الثنائية بين تركيا ومصر ارتفع "بنحو مليار دولار في عام 2024 مقارنة بالعام 2023 ليصل إلى 9 مليارات دولار كما وسع المستثمرون الأتراك إمكاناتهم في مصر".
وذكر فيدان أنه ناقش مع نظيره المصري قضايا الصناعات الدفاعية والنقل والطاقة والهيدروكربون مؤكدا أن انعكاسات المشاكل في المنطقة لم تقتصر على المنطقة فحسب.
وفيما يتعلق بالشأن السوري أوضح فيدان أنهم يولون أهمية للتعاون مع مصر مبينا أنه ونظيره المصري بحثا الوضع الأمني والاقتصادي والإنساني في سوريا.
وأكد أن استقرار سوريا سيكون من مصلحة الجميع على المستوى الإقليمي مشيرا إلى أهمية تقديم الدعم للادارة السورية الجديدة حتى تكون المرحلة الانتقالية شاملة ومبنية على سيادة القانون.
وشدد على ضرورة القيام بمكافحة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية.
وبخصوص ليبيا أشار فيدان إلى أنهم متفقون مع مصر بشأن ضمان وحدة وسلامة الاراضي الليبية وأنهم مستمرون في حوارهم معها لضمان الاستقرار الدائم في هذا البلد.
وفيما يتعلق بالسودان أعرب عن تمنياته بأن تنتهي في أقرب وقت ممكن الصراعات التي أكملت شهرها ال21 وخلفت نتائج مدمرة في مختلف أنحاء البلاد مضيفا "علينا بذل قصارى جهدنا لضمان ألا يدخل إخواننا السودانيون شهر رمضان في جو من الصراع".
من جانبه قال وزير الخارجية المصري إنه ونظيره التركي عقدا مباحثات ايجابية "تناولنا خلالها ملفات التعاون الثنائي بين البلدين" مشيرا إلى التقدم المطرد في التعاون بين البلدين منذ زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر 2024.
ولفت عبدالعاطي إلى أن المباحثات تناولت كذلك سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 8ر8 مليارات دولار في عام 2024.
وأشار إلى أنه تم التأكيد على ضرورة استمرار العمل للوصول إلى هدف 15 مليار دولار لهذا التبادل التجاري تطبيقا لما اتفق عليه الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما بأنقرة في سبتمبر الماضي.
وأعرب عبدالعاطي عن شكره للسلطات التركية على جهودها في ضبط وإعادة عدد من قطع الآثار المصرية التي تم تهريبها مشيرا إلى تزامن زيارته مع زيارة وزير السياحة المصري شريف فتحي إلى أنقرة لاستلام تلك القطع الأثرية التي يبلغ عددها 152.
وفيما يخص الملف الفلسطيني أوضح عبد العاطي خلال المؤتمر الصحفي أن المباحثات الثنائية تناولت كذلك عددا من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.
وقال إنه ونظيره التركي أكدا الرفض التام لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف مطالبا بايقاف كافة الممارسات الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف الوزير المصري أنه تم الاتفاق مع نظيره التركي على العمل المشترك لضمان التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار مع التأكيد على الرؤية المشتركة لضرورة تحقيق حل الدولتين بما يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأشار عبدالعاطي إلى أهمية الدعم التركي للجهود الرامية إلى التعافي المبكر في غزة بما يشمل إزالة الركام وإعادة الإعمار معلنا نية بلاده استضافة مؤتمر دولي لحشد الدعم لإعادة إعمار القطاع دون تحديد موعد له.
وفيما يتعلق بسوريا أوضح عبدالعاطي أن أمن واستقرار وسيادة ووحدة سوريا "تمثل أولوية لمصر" مشددا على وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري "في تحقيق تطلعاته نحو الأمن والرخاء".
وأعرب عن تطلع مصر لعودة سوريا إلى "دورها الفاعل في إطار الأمة العربية والمجتمع الدولي عبر إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف مع محاربة الإرهاب ورفض أي تهديد لدول الجوار".
وبخصوص ليبيا قال عبدالعاطي إنه اتفق مع نظيره التركي على العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي.
كما تناولت المباحثات الوضع في السودان حيث تم الاتفاق وفق عبدالعاطي على ضرورة ايقاف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي مع الحفاظ على المؤسسات الوطنية لضمان استعادة الاستقرار والسلام في البلاد.
وذكر عبدالعاطي أن المباحثات مع فيدان شملت كذلك تطورات الأوضاع في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي حيث تطابقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه. (النهاية)
أ ع س / م ع ح ع