أنقرة - 5 - 2 (كونا) -- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي في الحفاظ على ايقاف إطلاق النار بقطاع غزة بين حركة (حماس) الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أردوغان مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة عقب لقاء مغلق بين الرئيسين.
وشدد أردوغان على أن تركيا ستواصل التعاون مع ألمانيا فيما يخص الملفات الإقليمية مثل التطورات في سوريا وقطاع غزة وحرب أوكرانيا معتبرا أنه "يقع على عاتق الجميع مسؤوليات كبيرة في الحفاظ على ايقاف إطلاق النار بغزة وعلينا كمجتمع دولي مواصلة الجهود من أجل حل الدولتين".
وأضاف "مشاوراتنا اليوم تحمل أهمية من ناحية الجهود المشتركة حيال تحقيق السلام والاستقرار في المناطق المجاورة لنا" مؤكدا أن تحقيق السلام الدائم والازدهار في سوريا هو رغبة مشتركة للجميع ومعربا عن اعتقاده بأن ألمانيا ستوفر الدعم اللازم لجهود تركيا في إعادة إعمار سوريا.
وأشار إلى أن تركيا أكدت منذ فترة طويلة أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي بسلام عادل مبينا أنه بحث هذه المسألة اليوم مع نظيره الألماني.
وفي شأن آخر قال أردوغان "نرى تزايدا بالخطابات والأعمال المعادية للأجانب والعنصرية وكراهية الإسلام في أوروبا وهو ما يثير قلق المجتمع التركي أيضا".
ولفت إلى أن الزيارات والاجتماعات رفيعة المستوى الأخيرة في المنابر الدولية أكبر دليل على الحوار الوثيق بين البلدين مبينا أن الروابط القوية السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية تمنح الفرصة لمواصلة تطوير العلاقات.
وأكد أن المباحثات تناولت التطورات الإقليمية والخطوات الممكن اتخاذها لتعميق التعاون الثنائي مشددا على متانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين ألمانيا وتركيا.
وكشف عن أن اللقاء ناقش أيضا قضايا مكافحة "الإرهاب" والهجرة غير الشرعية وتأشيرات الدخول والصناعات الدفاعية ومسائل تهم الجالية التركية في ألمانيا مضيفا "أننا سنواصل العمل مع أصدقائنا الألمان بشأن كل هذه القضايا كما تطرقنا بشكل خاص إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".
من جانبه قال الرئيس الألماني في المؤتمر الصحفي إن لبلاده مصلحة مشتركة مع تركيا وإن أنقرة فاعل مهم للغاية في إرساء السلام بالمنطقة.
وحول مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين اعتبر شتاينماير أنه يتسبب بقلق وخوف كبيرين ولا يمكن قبوله وفقا للقانون الدولي.
وأوضح شتاينماير أن الشرق الأوسط يشهد فترة مليئة بالأحداث من اتفاق ايقاف إطلاق النار في غزة ولبنان وتبادل أسرى وانتهاء نظام بشار الأسد في سوريا وبداية فترة جديدة فيها.
وأضاف أن "ألمانيا وتركيا تنظران إلى كل هذه الأحداث من وجهات نظر مختلفة لكن لدينا مصلحة مشتركة مع تركيا وهي إرساء السلام الدائم بالمنطقة".
وأشار شتاينماير إلى أن ايقاف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الكارثة الإنسانية يجب أن يؤدي إلى عملية سياسية أكثر شمولا تضم جميع الأطراف مبينا أنه "من الآن فصاعدا لا بد من إرساء أسس مهمة للمفاوضات التي ستجرى مع الإدارة الأمريكية ونحن في ألمانيا نؤيد أيضا حل الدولتين".
ولفت الرئيس الألماني إلى أنه ناقش مع الرئيس أردوغان الوضع في سوريا وتطرقا إلى أهمية العملية السياسية الشاملة فيها.
وأكد أن التنسيق مع جميع الأطراف الدولية الفاعلة له أهمية في سوريا كما يجب على كافة المجموعات العرقية المشاركة في عملية استقرار البلاد.
ورأى أن استقرار سوريا يمهد لعودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ودول أخرى إلى بلادهم.
وذكر شتاينماير أن يوم غد يصادف الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش شرقي تركيا في عام 2023 معربا عن تضامن ألمانيا ومواطنيها مع تركيا ومشيرا الى أن الدولة الألمانية والعديد من الأفراد يبذلون جهودا لليوم في تقديم المساعدة لمنكوبي الزلزال.
وأوضح أن بلاده اتخذت قرارا بشأن تقديم الدفعة الأولى من قرض إعادة الإعمار البالغ 140 مليون يورو (نحو 7ر145 مليون دولار) وأنه سيتم بناء مدارس مقاومة للزلازل في المناطق المتضررة. (النهاية) أ ع س / ر ج