القاهرة - 17 - 2 (كونا) —- شدد الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا) المهندس جمال اللوغاني على أن إزالة الانبعاثات من صناعة الطاقة تمثل ضرورة حيوية لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره البيئية مؤكدا أن هذا "الاتجاه العالمي" يهدف إلى ضمان مستقبل طاقة مستدام.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به اللوغاني اليوم الإثنين خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثامن للطاقة "ايجبس 2025" الذي انطلقت فعالياته اليوم بمشاركة 500 شركة متخصصة بصناعة الطاقة في مقدمتها الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) الراعي الرسمي للمعرض.
وأشار اللوغاني خلال الجلسة إلى أن تحقيق أهداف إزالة الانبعاثات يتطلب تكثيف الجهود والاستثمار في التقنيات الحديثة معتبرا أن تطوير حلول مبتكرة سيسهم في تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والبيئية وضمان انتقال عادل نحو اقتصاد منخفض الكربون.
ونوه بالإجراءات التي اتخذتها صناعة النفط والغاز لإزالة الانبعاثات الضارة مؤكدا أن لهذا الاتجاه فوائد غير مباشرة مثل تشجيع الابتكار التكنولوجي وخلق فرص العمل وتحويل الانبعاثات إلى منتجات ذات قيمة فضلا عن تعزيز الوعي بقضايا أمن الطاقة وكفاءتها.
وبين في هذا الصدد أن الحاجة تكمن في القضاء على انبعاثات جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري وليس غاز ثاني أكسيد الكربون فقط مضيفا "على سبيل المثال يعد غاز الميثان أكثر ضررا".
وأوضح اللوغاني أن ضمان مستقبل آمن وموثوق للطاقة يتماشى مع أهداف المناخ يستوجب اتخاذ عدة إجراءات رئيسية من أهمها تعزيز وزيادة الاستثمار في الابتكار والبحث والتطوير في تقنيات إزالة الانبعاثات.
ودعا إلى استغلال وتطوير البنية التحتية مثل استخدام خطوط الأنابيب الحالية لنقل الهيدروجين وشبكات توزيع الكهرباء لتكون متوافقة مع مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب تطوير السياسات التنظيمية من خلال وضع القوانين واللوائح وتقديم الحوافز لإزالة الانبعاثات أو الحد منها وتعزيز أسواق الكربون التي تشهد نموا فريدا في السعودية من خلال إطلاق منصة تداول أرصدة الكربون في قمة المناخ "COP29".
كما دعا إلى التعاون الدولي والاستفادة من التمويل الأخضر لدعم المشروعات الخضراء خاصة في الدول النامية.
وكشف اللوغاني أن منظمة (أوابك) قامت أخيرا بمراجعة أنشطتها وأهدافها لتتماشى مع التطورات العالمية بما في ذلك تغيير اسمها إلى (المنظمة العربية للطاقة) لتتماشى مع تطورات صناعة الطاقة العالمية واللوائح البيئية.
وأضاف أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة وقعت على (اتفاقية باريس) كدليل على التزامها بمكافحة تغير المناخ مع استمرارها في تبني مبادرات لإزالة الانبعاثات الضارة من الطاقة.
وأكد اللوغاني أن النفط والغاز الطبيعي سيظلان جزءا أساسيا من مزيج الطاقة العالمي ومن المتوقع أن يستمر هذا الدور لعقود قادمة داعيا إلى وضع أهداف واقعية لموازنة المتطلبات البيئية مع احتياجات الطاقة الحالية والمستقبلية مع الأخذ في الاعتبار أن تطوير تقنيات إزالة الانبعاثات في صناعة النفط والغاز سيضمن بقائهما كجزء من الحل في عملية التحول في مجال الطاقة.
وأشار إلى أن الانتقال نحو الطاقة المستدامة لا يعني التخلي عن مصادر طاقة معينة بل باستغلال جميع مصادر الطاقة دون استثناء بما في ذلك الهيدروكربونات وتطبيقاتها النظيفة لافتا إلى أن التقدم الذي يتم احرازه اليوم في ضمان مستقبل طاقة آمن وموثوق ومستدام سيشكل الأساس لبناء عالم أنظف وأكثر عدالة للأجيال القادمة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المنظمة تهدف إلى لعب دور أكبر وأكثر فعالية برؤية شاملة وحديثة قادرة على معالجة التحديات الحالية والمستقبلية.
يذكر أن فعاليات (ايجبس 2025) التي تقام تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 500 شركة وأكثر من 47 ألف متخصص من مختلف دول العالم لمناقشة مستقبل الطاقة واستراتيجيات التحول المستدام.(النهاية)
م م / ح م ف