جنيف - 24 - 2 (كونا) -- حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين من تصاعد بوادر سباقات تسلح جديدة مشيرا في هذا الصدد إلى إحراز تقدم مقلق في مجال سباق التسلح باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما حذر غوتيريش في كلمة أمام الشق رفيع المستوى للدورة ال58 لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة المنعقد في جنيف من ازمة غير مسبوقة يواجهها النظام الأمني العالمي خاصة مع تفكك الترتيبات الأمنية الثنائية والإقليمية التي دعمت السلام والاستقرار لعقود وتزايد الضغوط على المعاهدات متعددة الأطراف وانتهاكات القانون الدولي وتقويض حقوق الإنسان.
وقال إن بعض الدول تستثمر في تطوير أسلحة نووية جديدة وتوسيع مخزونها النووي بينما يواصل البعض الآخر إثارة التهديد النووي بشكل غير مسؤول محذرا من أن مثل هذه الممارسات تعزز حالة عدم الاستقرار الدولي وتزيد من مخاطر اندلاع النزاعات المسلحة.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن المؤشرات على تدهور الأمن العالمي واضحة لكنه أكد في المقابل وجود بوادر للتصدي لهذه التهديدات تتمثل باعتماد قادة العالم في نيويورك "الميثاق من أجل المستقبل" في شهر سبتمبر الماضي والذي يؤكد على "أن الخيار النووي ليس خيارا على الإطلاق بل طريق مؤكد نحو الفناء".
وأوضح غوتيريش أن الميثاق يمثل أول اتفاقية جديدة لنزع السلاح النووي منذ أكثر من عقد حيث أعادت الدول الأعضاء تأكيد التزامها بنزع السلاح النووي الكامل وتسريع تنفيذ التزاماتها الدولية في هذا الشأن.
وأضاف ان الميثاق ينص أيضا على ضرورة محاسبة أي جهة تستخدم الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية وتعزيز التدابير لمنع الجهات غير الحكومية من امتلاك أسلحة دمار شامل.
كما لفت إلى اتفاق الدول الأعضاء على تعزيز المفاوضات الدولية لمنع سباق تسلح في الفضاء الخارجي وتجديد دور الأمم المتحدة في دعم جهود نزع السلاح.
وفي هذا السياق دعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى اغتنام الزخم الجديد لدفع الأجندة العالمية للأمن والسلام والاستمرار في الإصلاحات الضرورية والتوصل إلى خطوات ملموسة نحو عالم خال من الأسلحة النووية ومنع عسكرة الفضاء الخارجي وتعزيز النظام الأمني متعدد الأطراف.
وأكد مواصلة الأمم المتحدة بذل كل ما في وسعها لدعم هذه الجهود مشددا على أن الإنسانية تعتمد على هذه المساعي لتحقيق عالم أكثر أمانا وسلما للجميع.
وأسس مؤتمر نزع السلاح عام 1978 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة كمنتدى دولي متعدد الأطراف للتفاوض بشأن قضايا نزع السلاح ومنع الحرب النووية وضمان الحماية للدول غير النووية من التهديد النووي إضافة إلى بحث قضايا أسلحة الدمار الشامل الجديدة وتعزيز الشفافية في التسلح ووضع برامج شاملة لنزع السلاح.
ويعقد المؤتمر اجتماعاته في مقر الأمم المتحدة في جنيف ثلاث مرات سنويا بمشاركة الدول الأعضاء البالغ عددها 65 دولة ويتناوب على رئاسته ستة رؤساء لفترات مدتها أربعة أسابيع. (النهاية)
ا م خ / ط م ا