نيويورك - 24 - 2 (كونا) -- اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين قرارين يطالبان بإنهاء القتال بشكل عاجل وتحقيق "سلام عادل ودائم وشامل" بين روسيا وأوكرانيا.
ومع مرور الذكرى الثالثة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية اعتمدت الجمعية العامة نص مشروع قرار مقدم من أوكرانيا أيدته عدة دول أعضاء وكانت نتيجة التصويت تأييد 93 دولة ومعارضة 18 وامتناع 65 عن التصويت.
وشارك في رعاية القرار المعنون "تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا" أكثر من 50 دولة وهو قرار يدعو إلى حل سلمي "للحرب المعلنة على أوكرانيا وما يطبعها من دمار ومعاناة إنسانية هائلين".
ويؤكد ذلك القرار على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب هذا العام ومضاعفة الجهود الدبلوماسية للحد من مخاطر زيادة التصعيد.
ويشدد القرار على ضرورة ضمان المساءلة عن "الجرائم الأشد خطورة" بموجب القانون الدولي المرتكبة على أراضي أوكرانيا "من خلال تحقيقات ومحاكمات تكون مناسبة وعادلة ومستقلة على المستوى الوطني أو الدولي وكفالة إنصاف جميع الضحايا ومنع وقوع جرائم في المستقبل".
ويحث القرار جميع الدول الأعضاء على التعاون بروح التضامن لمعالجة التأثيرات العالمية للحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل والأمن النووي والسلامة والبيئة كما يؤكد أن الترتيبات الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا يجب أن تأخذ في الاعتبار هذه العوامل.
وفي السياق نفسه صوتت الجمعية أيضا على مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة وكانت نتيجة ذلك التصويت أيضا تأييد 93 دولة ومعارضة ثماني دول وامتناع 73 أخرى عن التصويت.
ويدعو مشروع القرار الأمريكي إلى "المسارعة لوضع حد للنزاع" ويحث على "تحقيق سلام دائم بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا".
ويعرب المشروع الأمريكي عن الحزن للخسارة المفجعة في الأرواح "طيلة فترة الصراع بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا" مؤكدا أن الغرض الرئيسي للأمم المتحدة هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلميا.
وأثناء استعراض مشروع القرار الذي أيدته بلادها قالت نائب وزير الخارجية الأوكراني ماريانا بيتسا إن الطريقة التي تستجيب بها الجمعية العامة "للعدوان والفظائع والجرائم الروسية تحدد مستقبل العالم الديمقراطي بأكمله والأمم المتحدة".
وأضافت بيتسا أنه "قبل ثلاث سنوات أغرقت روسيا العالم بأسره بأعنف حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية من دون استفزاز على الإطلاق" معتبرة تلك الحرب "غير مبررة وغير قانونية ومدفوعة فقط بالأوهام الجيوسياسية المريضة من الماضي".
ونبهت إلى أن جميع الدول أصبحت هدفا منذ ذلك الحين حيث "تحطمت" بنية الأمن العالمي مستشهدة بأن "الأمم المتحدة تتعرض أيضا للهجوم لأن روسيا انتهكت بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية المنصوص عليها فيه".
وختمت نائب وزير الخارجية الأوكراني كلمتها بالقول "هذه الحرب لم تكن قط من أجل أوكرانيا فقط بل إنها تتعلق بحق أساسي لأي دولة في الوجود واختيار طريقها والعيش في مأمن من العدوان" مشددة على أن بلادها "لا تقاتل من أجل استقلالها فحسب بل من أجل عالم لا تكون الدول منقسمة فيه إلى مفترسين وفرائس". (النهاية)
ع س ت / ر ج