كوالالمبور – 26 - 2 (كونا) -- دعا وزير الدفاع الماليزي محمد نور الدين إلى ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي بين دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) لمواجهة التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية مؤكدا أن التحديات الأمنية متزايدة التعقيد تستدعي استجابة جماعية لتعزيز استقرار المنطقة.
وقال نورالدين في مؤتمر صحفي عقب افتتاح اجتماع وزراء دفاع (آسيان) المنعقد في مدينة (جورج تاون) الماليزية اليوم الأربعاء إن الرابطة تواجه تهديدات "لا تستطيع أي دولة التعامل معها بمفردها مما يجعل من الضروري تعزيز القدرات الجماعية والاستجابة الاستباقية لهذه المخاطر".
ودعا إلى انتهاج "الدبلوماسية الدفاعية" في الصراع الواقع ببحر الصين الجنوبي بين الصين وعدد من دول آسيان مشددا على أهمية الحفاظ على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي وضمان الامتثال للقانون الدولي وتسريع المفاوضات بشأن مدونة السلوك.
وفيما يتعلق بقضية ميانمار أكد أن ماليزيا تدفع نحو تحقيق تقدم ملموس ومستدام في تنفيذ "التوافق الخماسي" وذلك لمنع تفاقم الأزمة مشددا على استخدام النهج الدبلوماسي في إنهاء الصراع بميانمار رافضا الحلول العسكرية.
وأوضح الوزير الماليزي في كلمته الافتتاحية باجتماع وزراء دفاع (آسيان) أن بلاده بصفتها رئيسة الرابطة لهذا العام تسعى إلى دفع عدة أولويات دفاعية من بينها تعزيز الاستعداد الإقليمي لمواجهة التهديدات غير التقليدية مثل المخاطر البيولوجية والأنشطة غير القانونية العابرة للحدود.
وأضاف أن هذه التهديدات تؤثر على سياسات التجارة الحرة والانفتاح التي تتبناها (آسيان) داعيا إلى اتباع نهج استراتيجي موحد للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وفي سياق متصل شدد الوزير على أهمية تعزيز الدفاع البيولوجي من خلال دمج الصحة والطب في السياسات الدفاعية مشيرا إلى أن جائحة (كوفيد - 19) كشفت عن ضعف البنية التحتية الأمنية وأظهرت الحاجة إلى استراتيجيات وقائية لمواجهة الأوبئة المستقبلية.
كما أكد أهمية تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الدفاعية مع ضمان تطبيقه بشكل أخلاقي ومسؤول إلى جانب تعزيز الجهود الإقليمية لحماية المياه والممرات البحرية من التهديدات الرقمية والهجينة.
وأشار إلى أن ماليزيا تدعم كذلك تعزيز عمليات البحث والإنقاذ بالتنسيق مع جهود المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث إضافة إلى تحسين مرونة سلسلة الإمدادات الدفاعية في المنطقة لافتا إلى شعار اجتماع وزراء دفاع آسيان لهذا العام وهو "وحدة الآسيان من أجل الأمن والازدهار" وأن الأمن يشكل حجر الأساس للنمو الاقتصادي والاستقرار ورفاهية الشعوب.
ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع الذي تستمر أعماله إلى يوم غد أكثر من 150 مندوبا من الدول الأعضاء العشرة في (آسيان) بما في ذلك تيمور الشرقية وذلك ضمن إطار رئاسة ماليزيا للآسيان لعام 2025 تحت شعار "الشمولية والاستدامة".
وتعتزم ماليزيا استضافة أكثر من 300 اجتماع وبرنامج وقمة ذات صلة برابطة (آسيان) على مدار العام في ظل توليها رئاسة الرابطة للمرة الخامسة بعد أعوام (1977) و(1997) و(2005) و(2015). (النهاية) ع ا ب / أ ب غ