تونس - 28 - 2 (كونا) -- عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية اليوم الجمعة مؤتمرا علميا بشأن "استخدام النظام العربي الموحد للتحقق من مصداقية الشهادات العلمية وحمايتها من التزوير".
وشارك في المؤتمر وزير التعليم العالي التونسي منذر بلعيد وممثلين عن عدد من الجامعات العربية والأكاديميين والمختصين في التحول الرقمي والذكاء الأصطناعي.
وأكد المدير العام للألكسو محمد ولد أعمر في كلمته أن استخدام النظام العربي الموحد للتحقق من مصداقية الشهادات العلمية الذي اطلقته المنظمة سيسهم في تعزيز جودة التعليم العالي في منطقتنا العربية ويتنزل في إطار تنفيذ توصيات المؤتمر الـ 18 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية المنعقد في الجزائر عام 2021 الذي أوصى بتطوير نظام موحد يستند إلى أحدث التقنيات الرقمية لضمان مصداقية الشهادات العلمية.
وأوضح ولد أعمر أن الألكسو اختارت تكنولوجيا البلوكتشين لهذا النظام نظرا لما توفره من إمكانيات متقدمة في مجال تأمين البيانات ومنع التزوير بما يعزز من موثوقية الشهادات العلمية العربية يضمن اعترافا أوسع بها على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أن التجربة النموذجية التي تم تنفيذها في تونس بالتعاون مع مركز الحساب الخوارزمي وعدة جامعات تونسية مثلت خطوة رائدة أثبتت نجاح هذا التوجه وفعاليته وسيتم تعميمها على جميع البلدان والجامعات العربية.
وبين أن توقيع اتفاقية التعاون بين الألكسو ووزارة التعليم العالي التونسية جاء في نوفمبر 2024 على هامش انعقاد المؤتمر ال19 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي بأبو ظبي الذي أوصى بتعميم النظام العربي الموحد على جميع الجامعات العربية بما يؤكد على أهميته في تعزيز مصداقية التعليم العالي وحمايته من التزوير.
وشدد على أن تطبيق هذا النظام العربي الموحد سيحدث نقلة نوعية في مجال التعليم العالي العربي من خلال مكافحة تزوير الشهادات العلمية بما يعزز من مصداقية مؤسساتنا التعليمية وتسهيل حركة الطلاب بين الجامعات العربية عبر الاعتراف المتبادل والسريع بالشهادات وتعزيز ثقة أصحاب العمل في كفاءة الخريجين إضافة إلى كونه سيمكن من رفع مستوى الشفافية في العمليات الأكاديمية والإدارية.
وثمن في ذات السياق إطلاق المنظمة لميثاق الألكسو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي يمثل مرجعا عربيا رائدا لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع القيم الإنسانية والأخلاقية والذي يهدف لضمان تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومستدامة تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في منطقتنا العربية.
وأكد وزير التعليم العالي التونسي منذر بلعيد أن تطوير نظام عربي موحد للتحقق من مصداقية الشهادات العلمية باستعمال تكنولوجيا البلوكتشين سيمكن من توفير آلية أسرع وأدق وأكثر أمانا للتحقق من مصداقية الشهادات الجامعية وتصديق المستندات وتأكيد هوية حامليها الأمر الذي سيوفر للوزارات والجامعات والمؤسسات والأشخاص جهدا كبيرا ووقتا ثمينا لإثبات صحة الشهادة العلمية وبالتالي سيسهل عملية انتقال الطلبة بين الجامعات في الوطن العربي وحركيتهم وتشغيلهم في المؤسسات.
كما سيمكن هذا النظام الموحد أصحاب الشهادات من الانتفاع بملكية مدى الحياة لشهاداتهم دون الخوف عليها من التلف أو الضياع بما أنها ستكون مخزنة ومؤمنة بتقنية.
وشدد الوزير على أن دعم التضامن العربي وتعزيز وتطوير العمل العربي المشترك في مختلف المجالات والتوجه نحو التكامل الاقتصادي بين الدول العربية يعتبر من ثوابت تونس حيث لن ندخر جهدا في دعم المنظمات والهيئات العربية ومن بينها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كما سنعمل على توفير كل الظروف المناسبة لتطوير عملها وحسن سيرها ونؤكد على ضرورة الحفاظ على ديمومتها.
وأوضح أن منظومة البلوكتشين التي وفرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لجميع البلدان العربية ستمكن من ربح الوقت وتوفر اللامركزية للتحقق من الشهادات العلمية من الجامعات كما "أنها تمثل آلية هامة للمؤسسات للتثبت من مصداقية الوثائق المقدمة من الطلبة بالاعتماد على التطور التكنولوجي خاصة وأن تزوير الشهادات العلمية يمثل مشكلة حقيقية تهدد مصداقية شهادات التعليم العالي على مستوى العالم بما في ذلك الدول العربية".
وأضاف "أن انتشار الشهادات المزيفة عبر الجامعات الوهمية والتقنيات الرقمية يضر بمنظومة التعليم العالي بشكل عام ويقلص من ضمان جودته بالأخص وإن الدول العربية ليست بمنأى عن هذا الخطر المهدد بمستقبل التعليم العالي الشيء الذي دفعنا إلى إيجاد حلول فعالة لضمان مصداقية الشهادات العلمية وحمايتها". (النهاية)
ش ب م / ه س ص