واشنطن - 25 - 2 (كونا) -– أعلن البيت الأبيض اليوم الجمعة إلغاء مؤتمر صحفي كان مقررا أن يعقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعهما وذلك إثر مشادة كلامية حادة بين الطرفين غادر على إثرها رئيس أوكرانيا دون إتمام صفقة المعادن النادرة والمباحثات لإنهاء نزاع بلاده العسكري مع روسيا.
وقال ترامب في منشور على منصة (تروث سوشال) بعد المشادة التي حصلت خلال حديث الرئيسين أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بحضور نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس قبيل اجتماعهما الذي كان من المفترض أن يتلوه المؤتمر الصحفي "لقد عقدنا اجتماعا ذا مغزى كبير في البيت الأبيض اليوم".
وأضاف "لقد علمنا الكثير مما لا يمكن فهمه أبدا دون محادثة تحت مثل هذا الضغط والنيران" بالإشارة إلى الجدال الذي دار بينهما والذي تصاعد بشكل كبير عندما اتهم دي فانس الرئيس الأوكراني بأنه تعامل مع رئيس الولايات المتحدة بشكل "غير محترم".
وذكر ترامب "إنه لأمر مدهش ما يظهر من خلال الانفعال. لقد استنتجت أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدا للسلام من خلال انخراط أمريكا لأنه يشعر أن ذلك الانخراط يمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات".
وأكد "أنا لا أريد الامتيازات. أريد السلام" مشددا على أن زيلينسكي "أهان الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي العزيز. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
وسبق إلغاء المؤتمر الصحفي مشادة كلامية غير مسبوقة بين رئيسين في البيت الأبيض انتهت بقول ترامب لزيلينسكي "المشكلة هي أنني مكنتك من أن تكون رجلا قويا ولا أعتقد أنك ستكون رجلا قويا بدون الولايات المتحدة. أنت شجاع جدا لكنك إما ستعقد صفقة أو تستنفد. وبعد أن تستنفد لا أعتقد أنها ستكون صفقة جميلة".
وأكد ترامب "أنت لا تملك الأوراق (أوراق التفاوض) ولكن بمجرد توقيعنا على هذه الصفقة ستكون في وضع أفضل بكثير لكنك لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. وهذا ليس بالأمر الجيد. سأكون صادقا هذا ليس بالأمر الجيد".
وبدأ حديث الرئيسين الذي جرى بكامله أمام الصحفيين بتأكيد ترامب عدم انحيازه إلى أي طرف في النزاع الروسي - الأوكراني قائلا لزيلينسكي "أنا لست منحازا إلى أي شخص. أنا منحاز إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنحاز لتحقيق مصلحة العالم. أنا منحاز إلى العالم وأريد أن أتجاوز هذا الأمر".
وأضاف "الأمر لا يتعلق بالانحياز. أريد أن أحصل على الأشياء التي أنا منحاز إليها مع أوروبا. أريد أن أرى ما إذا كان بإمكاننا إنجاز هذا الأمر. هل تريدني أن أكون صارما؟ يمكنني أن أكون أكثر صرامة من أي إنسان رأيته على الإطلاق. سأكون صارما للغاية. لكنك لن تحصل أبدا على صفقة بهذه الطريقة. لذا فهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور".
وتابع "لقد جربنا مسار (الرئيس الأمريكي السابق) جو بايدن الذي يظهر أن كلمات رئيس الولايات المتحدة أهم من أفعاله".
وأشار إلى أن "الطريق إلى السلام والطريق إلى الرخاء هو الانخراط في الدبلوماسية".
ومن جانبه قال زيلينسكي إن بلاده سبق أن انخرطت دبلوماسيا مع روسيا غير أن "لا أحد أوقف" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما "هاجم واحتل أجزاء من شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم في عام 2014".
وأضاف "لقد أجرينا الكثير من المحادثات (مع بوتين). أجرينا محادثات ثنائية معه ووقعنا معه (اتفاقا). وقعنا على إيقاف إطلاق النار. ولكن بعد ذلك انتهك إيقاف إطلاق النار. لقد قتل الكثير من الناس ولم يتبادل الأسرى. وقعنا على تبادل الأسرى لكنه لم يفعل ذلك."
وعند هذه النقطة من الحوار تدخل دي فانس وقال لزيلينسكي "أعتقد أنه من غير المحترم أن تأتي إلى المكتب البيضاوي وتحاول التقاضي في هذا الأمر أمام وسائل الإعلام الأمريكية الآن".
وأضاف "يجب أن تشكروا الرئيس على دعوته إلى هذا" مضيفا "انكم تهاجمون الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدكم".
ومن جانبه قال ترامب لنظيره الأوكراني "بلدك في ورطة كبيرة. بلدك في ورطة كبيرة. أعلم أنك لا تفوز. أنت لا تفوز بهذا (النزاع)".
وأكد "لو لم يكن لديكم معداتنا العسكرية لكانت هذه الحرب قد انتهت في غضون أسبوعين أو في غضون ثلاثة أيام. وسيكون من الصعب جدا القيام بصفقة مثل هذه".
وقال لزيلينسكي: "قل شكرا"
وأضاف "كان من الجيد جدا لو أخبرتنا أنك لا تريد إيقاف إطلاق النار. قل لا أريد إيقاف إطلاق النار. أريد أن أذهب".
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا سلاحا متطورا مكنها من الصمود قائلا "الآن لديكم الأوراق (للتفاوض مع روسيا) ولكن بدوننا ليس لديكم أي أوراق".
ونوه بأن الموقف مع روسيا مختلف مع زمن عهدي الرئيس السابق جو بايدن والأسبق باراك أوباما وهو ما يجعل احتمال "انتهاك" روسيا لاتفاقاتها أمرا مستبعدا.
وأكد "إنه يحترمني" بالإشارة إلى بوتين.
وأضاف "ربما يكون قد خرق الاتفاقات مع أوباما وبوش وربما كان ليخرقه مع بايدن أيضا (لو حصل اتفاق) لكنه لن يخرقه معي. إنه يريد عقد صفقة". (النهاية)
رس ر / م م ج