القاهرة - 4 - 3 (كونا) -- أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه لا يصح أن يظلم الشعب الفلسطيني من جديد أو أن يسمح بأن يقتلع من أرضه والعالم ينظر أو يقف مكتوف الأيدي مشددا على أن إعادة إعمار قطاع غزة ممكنة بوجود أهله.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية غير العادية التي انطلقت أعمالها في (العاصمة الإدارية) في مصر بطلب من دولة فلسطين والمخصصة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعم الشعب الفلسطيني.
قال أبو الغيط إن "موقف قمة اليوم عنوانه ألا ترتكب في حق الفلسطينيين نكبة جديدة وأن يحفظ للشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وأن يمارس حقه في تقرير المصير كغيره من شعوب الأرض".
وأشار إلى أن الدول العربية سبق أن حذرت فرادى وجماعة من خطورة استمرار القضية الفلسطينية من دون حل ونبهت إلى أن الإبقاء على نظام الاحتلال ومنظومة التفرقة العنصرية في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لن يجلب سوى استقرار هش ووقتي.
وأوضح أبو الغيط أن الجميع سيظل يعيش في دورات متتالية من العنف إلى أن يتم مواجهة أصل المشكلة وجوهرها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية باعتبار ذلك سبيلا وحيدا لإحلال السلام في المنطقة بأسرها وبحيث تنعم شعوب المنطقة جميعا بالأمن والازدهار.
وتابع أبو الغيط "نحن اليوم نجد أنفسنا من جديد أمام واقع مؤلم للفلسطينيين الذين فقدوا كل سبيل للعيش الطبيعي بسبب حرب وحشية دبر أهدافها أقطاب اليمين المتطرف العنصري من قادة الاحتلال لكي تدفع الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة".
وأكد أبو الغيط أنه يمكن إعادة غزة للحياة وإعمار القطاع بوجود أهله وجهودهم مشددا على أن إعمار غزة ممكن إن صمت السلاح وانسحب الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع.
واعتبر أن العقود الماضية أثبتت أن أي التفاف على استحقاقات السلام العادل لن يقود سوى إلى مزيد من المعاناة مؤكدا أن القبول بمشروعات ورؤى غير واقعية وغير مبنية على أساس قانوني لن يكون من شأنه سوى زعزعة استقرار المنطقة بل وتقويض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود عدة.
وقال إن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه ليس السبب في استمرار الصراع كما قد يتصور البعض وبالتالي فمنطق تهجير الشعب مرفوض لأنه يزرع بذور صراع جديد لا ينتهي.
وشدد أبو الغيط على أن نافذة تحقيق السلام تضيق ولكنها لم تغلق بعد مشيرا إلى أن "السلام الحقيقي لن يأتي سوى عبر حل الدولتين الذي يضمن تسوية عادلة ودائمة وغير منقوصة أو هشة أو وقتية".
وأكد أبو الغيط أن السلام ما زال ممكنا "فهو خيار العرب الاستراتيجي من أجل مستقبل أفضل" مشيرا الى مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002. (النهاية)
م ف م / م ع ع