موسكو - 12 - 3 (كونا) -- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء إن بلاده لن تقبل بأي وجود لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الأراضي الأوكرانية تحت أي ظرف كان معتبرا أن ذلك يمثل "تهديدا مباشرا" للأمن الروسي.
وأضاف لافروف خلال لقائه مع مدونين أمريكيين أوردت نصه وكالة الأنباء الروسية (ريانوفوستي) أن التباين في المصالح بين موسكو وواشنطن "أمر لا مفر منه" مؤكدا ضرورة العمل على تقليل التوترات ومنع تحول الخلافات إلى مواجهات عسكرية "قد تؤدي إلى عواقب كارثية" على المستوى الدولي.
وأوضح أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا جاء نتيجة فشل جميع البدائل الأخرى لحل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية مؤكدا أن موسكو "تعرف ما يجب فعله حيال الأزمة الأوكرانية لتجنب أي تسوية قد تعرض حياة الناس للخطر".
واعتبر أن أوكرانيا "لو تعاونت ونفذت مبادراتها لكانت ستبقى ضمن حدود عام 1991 دون شبه جزيرة القرم ودون أي جزء من إقليم دونباس".
وفي سياق العلاقات الروسية -الأمريكية أشار لافروف إلى نتائج لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في (الرياض) أخيرا حيث أعرب الطرفان عن رغبة مشتركة في إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
ولفت إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب تتمحور حول "حماية المصالح الوطنية الأمريكية مع إدراك واشنطن وجود مصالح وطنية لدول أخرى".
وفيما يتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من ال(ناتو) استبعد لافروف ذلك لافتا إلى تلميح ترامب السابق بضرورة أن تتحمل الدول الأعضاء في الحلف تكاليف الحماية الأمنية التي توفرها واشنطن.
وفيما يخص الاتفاق النووي الإيراني أكد لافروف تأييد بلاده استئناف الحوار بشأن الاتفاق النووي بالصيغة التي أقرها مجلس الأمن بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وإيران معربا في الوقت ذاته عن قلق موسكو إزاء رغبة الأمريكيين في أن يتضمن الاتفاق النووي الجديد شروطا سياسية.
وعن الاستقرار الاستراتيجي العالمي أوضح أن لقاء الولايات المتحدة وروسيا والصين بشأن الأسلحة النووية "لا يقلل من أهمية الحوار المباشر بين موسكو وواشنطن في هذا المجال" مشددا على أن بلاده منفتحة على أي صيغة قائمة على الاحترام.
وبالنسبة إلى العلاقات مع الصين قال وزير الخارجية الروسي إن بعض المشاريع اللوجستية والبنية التحتية الواعدة في سيبيريا قد تم تأجيلها "لكن موسكو ليست في عجلة من أمرها".
وأقر لافروف بوجود "مشاكل وصعوبات" في العلاقات الثنائية معظمها ناتج عن العقوبات المفروضة إلا أنه شدد على أن روسيا لن تنتهك أبدا التزاماتها القانونية والسياسية التي تربطها ببكين.
وفي الشأن السوري أعرب عن أمل بلاده في تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا مشيرا إلى أن الوضع هناك "لا يزال خطرا". (النهاية) د ا ن / م ج ب