نيويورك - 15 - 3 (كونا) -- حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تنامي ظاهرة رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) داعيا إلى التمسك بقيم المساواة وحقوق الإنسان وبناء مجتمعات شاملة حيث يمكن للناس كافة العيش في سلام ووئام بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقونها.
جاء ذلك رسالة غوتيريش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقامت اجتماعا مساء أمس الجمعة لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام ومناقشة المساعي الدولية لمحاربة هذه الآفة.
وقال غوتيريش إن "شهر رمضان المبارك أقبل فيما يعيش العديد من المسلمين في جو من الخوف من التمييز والإقصاء بل وحتى الخوف من العنف".
وشدد على أن هذا الواقع ليس سوى مظهر من آفة أوسع نطاقا قوامها التعصب والسياسات التمييزية المنتهكة لحقوق الإنسان وكرامته والاعتداءات ضد الطوائف الدينية والفئات المستضعفة.
وأوضح أنه "كلما تعرضت فئة من الفئات للاعتداء أصبحت حقوق وحريات جميع الفئات الأخرى عرضة للخطر لذا يجب علينا بوصفنا أسرة عالمية أن ننبذ التعصب ونستأصل شأفته".
وحث في هذا الصدد الحكومات على أن تعزز التماسك الاجتماعي وأن تشمل الحرية الدينية بالحماية مشددا على وجوب مناهضة التعصب وكراهية الأجانب والتمييز.
من جانبه قال الممثل الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة السفير محمود الحمود في كلمة باسم المجموعة العربية إن "هذا الاجتماع يمثل محطة جوهرية في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة تصاعد موجات الكراهية والتمييز ضد المسلمين وترسيخ مبادئ احترام الأديان والتسامح والتعايش السلمي".
وأكد الحمود أمام الحضور أن هناك تزايدا مقلقا في خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز ضد المسلمين خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشددا على أن حرية التعبير "لا ينبغي أن تستخدم أداة لنشر التعصب وتأجيج الفتن".
وأشار إلى أن المجموعة العربية تؤكد أهمية رصد وتحليل محتوى الإعلام والمنصات الرقمية "لمكافحة الصور النمطية السلبية بالتعاون مع شركات التواصل الاجتماعي ووضع مدونة سلوك تحظر التحريض على الكراهية".
ودعا السفير الأردني إلى إيجاد إطار قانوني دولي لمحاربة ظاهرة رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) وإنشاء آليات مساءلة لمحاسبة مرتكبي جرائم الكراهية وضمان دعم الضحايا.
وأعرب عن تطلع المجموعة العربية إلى تعيين ميغيل مارتينز مبعوثا خاصا للأمم المتحدة معنيا بمكافحة ظاهرة (إسلاموفوبيا) بما يسهم في تنسيق الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.
يذكر أن الجمعية العامة كانت قد حددت يوم 15 مارس من كل عام للاحتفال باليوم الدولي لمكافحة ظاهرة (إسلاموفوبيا) في عام 2022 .
وبهذه المناسبة تبنت قرارا العام الماضي ويدين أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين نظرا لتزايد حوادث تدنيس المصحف الشريف والهجمات التي تستهدف المساجد والأضرحة. (النهاية) ع س ت / ش م ع