في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، تحذر التقارير الدولية من تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على السكان الفلسطينيين. ووفق إحصائيات حديثة، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وأصيب حوالي 93 ألفاً منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في تشرين الأول 2023.
ومع تزايد القلق بشأن المجاعة التي تهدد سكان غزة، تناول برنامج "ملف اليوم" على قناة "سكاي نيوز عربية" هذا الوضع الخطير، مستضيفاً الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي والمستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية ألون أفيتار، لمناقشة سؤال محوري: هل تسعى إسرائيل إلى تجويع سكان غزة بهدف تهجيرهم؟
استعرضت قناة "سكاي نيوز عربية"، تقارير من "واشنطن بوست" و"هآرتس"، تفيد بأن جماعات مسلحة، بينها تلك التي كانت في سجون حماس قبل 7 تشرين الأول، استولت على شاحنات المساعدات في مناطق تسيطر عليها إسرائيل قرب معبر كرم أبو سالم.
وأشار عليان إلى أن الجيش الإسرائيلي يراقب هذه العمليات من الجو دون التدخل لوقفها، مما يعزز الشكوك حول تورط غير مباشر لإسرائيل في تسهيل هذه السرقات. هذا الوضع يأتي في وقت حرج حيث يعاني السكان في غزة من أزمة غذائية حادة.
أكد أشرف العجرمي أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كاملة كقوة احتلال لضمان وصول المساعدات إلى سكان غزة. وأشار إلى أن التقارير الدولية، بما فيها تقرير "هيومن رايتس ووتش"، تؤكد أن إسرائيل قد تتبع سياسة تهجير قسري عبر التجويع، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إخلاء مناطق معينة في شمال وجنوب القطاع، حيث تتعرض هذه المناطق لتدمير واسع في المنازل والبنية التحتية.
من جهته، نفى ألون أفيتار مسؤولية إسرائيل عن سرقة شاحنات المساعدات، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي ليس مكلفاً بتأمينها داخل غزة. لكنه أشار إلى احتمال أن تكون إسرائيل تدعم سياسات تؤدي إلى فوضى داخل القطاع للحد من تأثير حماس على توزيع المساعدات.
وأوضح أفيتار أن إسرائيل قد تستخدم هذه الفوضى كوسيلة للضغط على السكان لإجبارهم على مغادرة بعض المناطق، مثل شمال غزة، لتعزيز سيطرتها عليها.
وفق تقرير لوكالة الأونروا، يعيش حوالي 500 ألف فلسطيني في مناطق مهددة بالفيضانات خلال فصل الشتاء، بينما يعاني القطاع من دمار واسع في البنية التحتية وتوقف الخدمات الأساسية.
وأكد العجرمي أن الوضع في شمال غزة، خصوصاً في جباليا وبيت حانون، أصبح لا يطاق، حيث يتعرض السكان للتهجير القسري بين مناطق القطاع.
وأضاف أن مسؤولية تأمين المساعدات تقع على عاتق إسرائيل، بينما تواجه المنظمات الدولية صعوبات كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع.