تبذل الإدارة الأميركية وعدد من حلفائها جهودًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق يوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، أكد خلال مشاوراته مع القيادات اللبنانية في بيروت أن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وأشار إلى أن النقاشات التي أجراها تركزت على تقليص الفجوات بين الأطراف للوصول إلى اتفاق شامل.ورغم تصريحات هوكشتاين المتفائلة، يرى مراقبون أن موقفه لا يتوافق مع تصريحات حزب الله وقادة إسرائيل، الذين قد يزيدون من تعقيد الأمور ويجعلون مهمة المبعوث الأميركي أكثر صعوبة. وفي هذا السياق، أكد الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل، أن زيارة هوكشتاين الأخيرة إلى بيروت كانت نتاج إشارات إيجابية لمسها المبعوث الأميركي خلال لقائه في باريس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأوضح عقيل أن لقاءات هوكشتاين في بيروت تركزت مع بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث تم التوصل إلى عدد من النقاط الإيجابية التي قد تسهم في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701.وأشار عقيل إلى أن لبنان يعرب عن استعداده لتطبيق جميع بنود القرار 1701 بشرط التوصل إلى وقف لإطلاق النار أولًا. في المقابل، ذكر جيفري أرونسون، المدير السابق لمؤسسة السلام في الشرق الأوسط، أن لبنان يشهد حاليًا "دبلوماسية مكوكية"، تختلف عن المفاوضات التي جرت في غزة، والتي لم تثمر عن أي نتائج ملموسة. وأوضح أرونسون أن المبعوث الأميركي نجح في وضع الأسس اللازمة للتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن الأطراف اللبنانية تتحدث بلغة موحدة.من جانب آخر، أبدى حزب الله تحفظات على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار، حيث أكد أمينه العام نعيم قاسم، أن الحزب لا يقبل بأي اتفاق لا يحفظ سيادة لبنان. وتزامن موقف الحزب مع تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي أكد ضرورة أن يضمن أي اتفاق لإسرائيل حرية التحرك ضد حزب الله.كما قدمت السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، خطة من 13 نقطة تتضمن هدنة لمدة 60 يومًا ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. وقد غادر هوكشتاين لبنان متوجهًا إلى إسرائيل لاستكمال مساعيه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.