قال الكاتب الإسرائيلي، جوناثان الخوري، إن المقربين من تنظيم حزب الله اللبناني يدركون أن هذه المرة لن يكون هناك مفر من نزع سلاح حزب الله، وبقائه كقوة سياسية فقط.وفي مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "معزول أكثر من أي وقت مضى.. الضربة التي وجهت إلى حزب الله ولا تحظى بتغطية"، أشار الخوري إلى أن هناك بوادر إيجابية من لبنان بشأن محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأضاف أن الضغط العسكري الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة والإصرار على إجراء المفاوضات تحت النار قد وضع حزب الله تحت ضغط متزايد.وأوضح أن تصريحات الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، حول رفضه التفاوض تحت النار وأنه سينتظر حتى "تستجدي إسرائيل وقف إطلاق النار"، لا تتماشى مع الواقع، مشيرًا إلى أن قاسم أرجأ كلمته التي كان من المقرر أن يلقيها الثلاثاء خلال زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، ليلقيها في وقت لاحق بدون تقديم أي سبب للتأجيل. ووفقًا لتقارير نشرت في لبنان، تزعم مصادر سياسية أن قاسم أرجأ كلمته كي لا تؤثر تصريحاته سلبًا على جهود تجنب تصعيد الحرب أو التوصل إلى وقف إطلاق النار.وفيما يتعلق بالمفاوضات، نقل الكاتب عن محيطين برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين يتفاوضون باسم حزب الله ولبنان، قولهم إن هناك أجواء إيجابية تجاه التسوية. ومع ذلك، ذكر أن هناك خطين أحمرين لم يتم الاتفاق عليهما بعد: الأول يتعلق بتوسيع القوات الدولية لتشمل جنسيات أخرى، حيث أن هناك نية إسرائيلية لإضافة ألمانيا وبريطانيا إلى القوات الدولية. أما النقطة الثانية، فتتعلق بحرية التصرف الإسرائيلية في حال الضرورة إذا لم تتحرك القوات المراقبة اللبنانية أو الدولية لوقف تسليح حزب الله، أو في حالة وجود تهديد باستخدام السلاح ضد إسرائيل. ويرى لبنان أن هذه الحرية في التصرف ستشكل انتهاكًا للسيادة اللبنانية.كما نقل الكاتب، الذي وُلد في لبنان، أن هناك أصواتًا داخل لبنان، حتى بين المقربين من حزب الله، تفهم أن هذه المرة لن يكون هناك مفر من نزع سلاح حزب الله وتركه قوة سياسية فقط. وأوضح أن الخطاب في لبنان اليوم يختلف عن ذلك الذي كان سائدًا خلال حرب 2006، حين حظي "حزب الله" بتأييد واسع حتى من اللبنانيين الذين لا ينتمون إليه. وأضاف أن هناك اليوم إدراكًا في لبنان بأن أخطاء الماضي لا يمكن تكرارها، مشيرًا إلى تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأخيرة التي دعت إيران لعدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية.وأضاف الخوري أن لبنان يواجه عمليتين هامتين قد تؤثران بشكل كبير على تنفيذ هذه القرارات: انتخاب رئيس للبنان المتعثر منذ عامين، وتعيين قائد للجيش اللبناني، الذي يشغله حاليًا جوزيف عون، والذي تنتهي مهمته في العاشر من كانون الثاني المقبل، والذي يُعد خيارًا رئاسيًا معروفًا بمعاداته لحزب الله.وخلص الكاتب إلى أن الجيش اللبناني يمتلك القدرة على مواجهة حزب الله بدعم من الخارج، بناءً على موافقة الحكومة. ولكنه أضاف أن إسرائيل لا يمكنها المخاطرة بهذا الوضع، وأنه يجب على إسرائيل الإصرار على حرية العمل العسكري إذا لزم الأمر، بالإضافة إلى توسيع الإشراف الدولي، مشيرًا إلى أنه على مدى الـ18 عامًا، أثبتت قوات اليونيفيل أنها لا يمكن الاعتماد عليها.