""تتزايد التقارير التي تشير إلى استعداد جهات خليجية لتخصيص تمويلات كبيرة لإطلاق حملة إعلامية وسياسية تهدف إلى تحميل حزب الله مسؤولية الحرب الجارية، مع التركيز على الدعوة إلى نزع سلاحه كجزء من تسوية سياسية مستقبلية. تأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الحملة على الداخل اللبناني ودورها في إضعاف الموقف الوطني الموحد.ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن شخصيات إعلامية، محللين سياسيين، بالإضافة إلى ناشطين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، باتوا يتلقون دعمًا ماليًا شهريًا من جهات خليجية، معظمها ذات ارتباط إماراتي، بهدف تشكيل رأي عام ضاغط على حزب الله. وتشمل هذه التمويلات مؤسسات إعلامية وصحف وقنوات تلفزيونية تعمل على تكثيف الخطاب الإعلامي والسياسي ضد الحزب.الحملة، وفقًا للتقارير، مصممة لتوجيه الرأي العام اللبناني نحو تحميل حزب الله مسؤولية الأزمات الراهنة، مع التركيز على دوره العسكري وآثاره على استقرار لبنان والمنطقة. وتتم هذه الحملة عبر إنتاج تقارير وتحليلات إعلامية مدروسة تهدف إلى تقويض شرعية سلاح الحزب، مما يضع لبنان في موقع تفاوضي ضعيف أمام أي تسوية سياسية إقليمية أو دولية.التحركات الخليجية، التي تلعب الإمارات فيها دورًا محوريًا، تسعى إلى تشكيل خطاب جديد يُبرز حزب الله كعائق أمام استقرار لبنان وتنميته. ويرى مراقبون أن هذه الحملة تهدف إلى زيادة الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لدفعه نحو تقديم تنازلات كبيرة على مستوى دوره العسكري والسياسي في البلاد.تأتي هذه التحركات في ظل أزمات سياسية واقتصادية خانقة يعاني منها لبنان، حيث تعيش البلاد حالة من الانقسام الداخلي حول كيفية إدارة المرحلة المقبلة. ويرى محللون أن هذه الحملة ليست سوى جزء من استراتيجية إقليمية تسعى إلى تغيير موازين القوى في الداخل اللبناني بما يخدم أجندات أطراف خارجية أكثر من مصالح لبنان الوطنية.في المحصلة، تبدو هذه الحملة المدعومة بخبرات وخطط إقليمية بمثابة مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي على الساحة اللبنانية، حيث يتداخل الداخل مع الخارج في معركة تهدف إلى إعادة صياغة المشهد السياسي اللبناني وفق أولويات دولية وإقليمية.